مظاهر العنف ضد النساء والفتيات

تتعرض العديد من النساء والفتيات حول العالم إلى شتى مظاهر العنف، والذي يؤثر على جميع جوانب حياتهم النفسية، والاجتماعية، والصحية، والاقتصادية؛ ويرجع هذا الأمر إلى عدة أسباب على رأسها النظرة الدونية للمرأة، وفي موقع لحظات نيوز سنتطرق إلى مظاهر العنف ضد النساء والفتيات.
أسباب العنف ضد النساء والفتيات
قبل أن نوضح مظاهر العنف ضد النساء والفتيات، نود أولًا أن نناقش أسباب هذا العنف بشيء من التفصيل كما يلي:
نظرة المجتمع
يعد هذا الأمر بمثابة العامل الرئيسي لمشكلة العنف ضد النساء والفتيات، حيث أن عدم المساواة بين الجنسين بتفضيل الرجل على المرأة قد أدي إلى نشوء نظرة دونية تجاه النساء بشكل عام؛ ومنذ بدأت هذه النظرة في الانتشار، بدأت أوضاع النساء تزداد سوءًا بدورها.
وتبدأ النظرة الدونية للمرأة ببعض الأقاويل التي لا أساس لها من الصحة، لتنتهي بخطابات كراهية ضد جنس النساء؛ والذي ينتج عنه شتى أنواع وأشكال العنف ضدهن.
السياسة والقوانين
إن لغياب القوانين الفعالة والرادعة دور كبير في استمرار العنف ضد المرأة وتشجيع انتشاره؛ حيث يفترض أن يعمل القانون على ضبط المجتمعات عن طريق فرض قيم المساواة والتعايش؛ إلا أن القوانين الموجودة إما تكون ضعيفة وغير مؤثرة، أو تشجع على تبرير العنف في باطنها.
ويمثل تقليل دور المرأة في المجال السياسي تطبيقًا للنظرة الدونية تجاه النساء؛ حيث أن التضييق على الكفاءات النسائية بإظهار السخرية والنقد تجاهها، يشجع على الكراهية والعنف ضد النساء.
الحالة الاقتصادية
يعد الاعتماد الإقتصادي أحد أسباب العنف ضد المرأة واستغلالها، فالمرأة التي لا تملك مصدرًا مستقلًا للدخل وتعتمد فقط على دخل شريكها، تضطر في أغلب الأحيان إلى البقاء معه وإن كان قاسيًا ومعنفًا لها؛ خوفًا من الفقر والعوز إذا خرجت عن طوعه.
ويلعب الفقر دورًا بالغ الأهمية في تردي أحوال النساء؛ حيث أثبتت الدراسات أن النساء الفقيرات أكثر عرضة للاستغلال والإجبار على الزواج المبكر.
العوامل النفسية
يرى علماء النفس أن التنشئة الاجتماعية للإنسان تؤثر على سلوكه، حيث يكون الأفراد أكثر عدائية في بيئات التفكك الأسري على سبيل المثال؛ كما يرى العلماء أن الرجل الذي يشعر بالعجز والقهر على الدوام في أي مكان بالخارج، قد يكون عنيفًا مع زوجته وأطفاله.
مظاهر العنف ضد النساء والفتيات
تؤدي الأسباب المذكورة سابقًا إلى ظهور حالات كراهية للنساء والبنات، تنتهي عادة بالعنف ضدهن؛ وتعد مظاهر العنف التالية هي الأكثر شيوعًا:
- العنف النفسي: حيث يتم تقليل ثقة المرأة بنفسها، وجعلها تشعر باستمرار أن كل ما تفعله لا يكفي؛ ويتم ذلك عن طريقة التلاعب بالمرأة واستغلالها.
- العنف اللفظي: يتمثل هذا العنف في التحرش اللفظي والسخرية من النساء، كما يتضمن ألفاظ السب والإهانات.
- العنف الجسدي: يتم إيذاء النساء بشكل بالغ، مما قد يسبب لهن جروحًا خطيرة قد تصيبهم بعاهة مستديمة، أو تؤدي إلى الموت.
- العنف السياسي: يتم هذا العنف عن طريق مضايقة النساء المرشحات أو اللواتي يقمن بالانتخاب، ويهدف ذلك إلى تقييد ومنع النساء من المشاركة في الحياة السياسية.
- العنف الاقتصادي: هنا يتم منع المرأة عن المشاركة في القرارات المالية أو حتى التصرف في أموالها الشخصية، ويهدف ذلك إلى محو استقلالية المرأة وجعلها تابعة لمن يستغلها.
القضاء على العنف ضد النساء والفتيات
لأجل مجتمع أفضل وأكثر أمانًا لجميع أفراده، يجب القضاء على مظاهر العنف ضد النساء والفتيات عن طريق ما يأتي:
- لا بد من التصديق على اتفاقية تلغي جميع أشكال العنف ضد المرأة.
- لا بد من فرض قوانين قوية وفعالة من أجل مناهضة العنف ضد النساء.
- الحرص على الاستماع إلى النساء، وتشجيعهن ودعمهن بشتى الطرق.
- الحرص على تعليم الأجيال الجديدة قيم التعايش والمساواة بين الجنسين.
- نشر التوعية التي تعمل على تغيير النظرة الدونية للنساء في المجتمع.
هنا نختم مقالنا حول مظاهر العنف ضد النساء والفتيات، والذي وضحنا فيه أهم أسباب العنف النابعة من النظرة الدونية للنساء؛ كما تناولنا شتى مظاهر العنف التي يتم ممارستها ضد النساء والفتيات، مع طرح بعض الحلول للقضاء على مظاهر العنف تلك.
العنف ضد المرأة موضوع مهم جدا و يجب محاربة هذه الظاهرة .