رثاء بدر شاكر السياب وقصيدة بدر شاكر السياب في رثاء زوجته

يعبر رثاء بدر شاكر السياب وقصيدته لوفاة زوجته عن الحب الشديد الذي كان يكمن بداخله لها ويمكن القول بأن المشاعر التى يعبر عنها هذا الرثاء هى مشاعر مختلطة ما بين القهر والقسوة الحزن على فراقها، ومن خلال موقع لحظات نيوز سوف نقدم لكم أجزاء من القصيدة وبعض معانيها.
حياة بدر شاكر السياب وزواجه
فى بداية الأمر لم يكن الزواج فى خاطر الشاعر بدر شاكر السياب لأنه كان من الطلاب الناجحين والمتفوقين فى المدرسة، من ثم تم تخرجه من دار المعلمين وتعين مدرس فى إحدى المدارس ذو السلطة العالية فى وقته.
حتى جاء له أبيه بعرض الزواج التقليدي من زوجة مصرية تقليدية تدعى إقبال وتم تخرجها من دار المعلمات وكانت تزاول مهنة التدريس، كانت الحياة روتينية بحتة ولكنها حاولت جاهدة النهوض بهذه العلاقة إلى الأمام، ولكن الأمر الذي لم يكن فى الحسبان مرضه الشديد الذي جعله يتنقل من بلد إلى اخرى وكانت إقبال تعمل على راحته حتى لا يشعر بأنه عبء عليها،
الجزء الأول من قصيدة الرثاء
يعبر هذا الجزء من قصيدة الرثاء عن بعض التناقضات التى يشعر بها بدر الشاكر من حب وحزن وضعف بسبب وفاة زوجته الحبيبة:
غدا تأتين يا اقبال ،يا بعثي من العدم
يا موتي ولا موت
و يا مرسى سفينتي التى عادت و لا بوح على لوح
و يا قلبى الذى إن مت أتركه على الدنيا ليبكينى
ويجأر بالرثاء على ضريحى و هو لا دمع و لا صوت
احبيني إذا ما أدرجت في كفني ….، أحبيني
ستبقى حين يبلى كل وجهى ،و كل ضياعى
- يقول لها إنها هى أساس الحياة ومصدر قوته، حتى إذا جاءه الموت لا يخاف لأنه ترك فى هذه الدنيا أحن وأقرب الاشخاص لكي تفتكره وتدعى له وتبكي عليه ويعبر عن ضياعه بقوله يا مرسى سفينتي.
فهذه الكلمات التي تدل على وجود الراحة والطمأنينة التي كان يشعر بها عند قربه منها عند تشتته وضياعه، ومن شدة وجعه وقهره يقول لها اكتب لكِ هذه الكلمات ولا يصدر مني لا صوت ولا دمع،
الجزء الثاني من الرثاء
هذا الجزء يصف فيه زوجته ومحبوبته ويقول إنها الأكثر حنانا وأنها كانت ترده عند وسوسة الشيطان وتجعله دائمًا يقترب من الله
ستبقى حين يبلى كل وجهى ،كل اضلاعى
قصائد كنت اكتبها لأجلك فى دواوينى
ولولا زوجتى و مزاجها الفوًار لم تنهد أعصابي
ولم ترتدً مثل الخيد رجلي دونما قوًة
ولم يريح ظهرى فهو يسحبني الى هوًه
و لا فارقتُ احبابي.
- يقول لها إنك سوف ترافقيني في كل أوقاتي وفي أوجاعي و يداعبها و يقول لولا عصبيتها الشديدة لم أكن هادئ بهذا الشكل، يشرح مدى حزنه و ألمه من وجع الفراق، ويوصف أن فقد القوة والراحة لعدم وجودها، كما يوضح إصرارها الدائم على فعل الخير والتقرب من الله.
الجزء الثالث من الرثاء
يصف السياب فى هذا الجزء مشاعر الأمومة التى كانت تمارسها عليه دائمًا وأنها مصدر إلهامه وقوته واستمراره على طريقه الذي يسلكه:
أقبال يا زوجتي الحبيبة
لا تعذليني ما المنايا بيدي
ولستُ و إن نجوت بالمخلًد
كُوني لغيلان رضًى و طيبه
كُوني لهُ أمًاً و ارحمنى نحيبه
و علًميه أن يُذيلَ القلبَ لليتيم و الفقير.
- قد أصبحت زوجته هي أمله ومصدر عاطفته التي يواجه بها الموت، وكان دائمًا يعرف أن الموت قادم عاجلاً أم أجلاً ولكن كان يواجه هذه الفكرة بوجودها بجانبه.
الجزء الرابع من الرثاء
قد يوضح لنا مدى التقارب والتوافق بينهما وسعادتهما التى لا مثيل لها وإنها دائمًا تضمد جراحه:
يا امً غيلان الحبيبة صوًبى فى الليل نظره
نحوَ الخليجٍ ،تصوًرينى أقطعُ الظلماءَ وحدى
لولاكِ ما رُمتُ الحياةَ و لا حنَنُتُ الى الديار
حببُتِ لى سدَفَ الحياة مسحتُها بسنا النهار
ياليتنى طفل يجوع ،يئن فى ليل العراق
- يقول إن المرأة التى هى السبب فى وجود تلك المشاعر الظاهرة بشدة هي زوجتى الحبيبة التى لم تكن زوجتي فقط بل أمي وأختي ويعترف ويقول إنه بدونها كظلمات الليل والفقيد الذي لا يقدر على الرجوع إلى البيت.
وفى النهاية نقول إن الرثاء هو من أرقى وأسمى الكلمات التي يقدر الإنسان أن يعبر بها عما بداخله من خلالها ويوضح الشعور الداخلي له، والشاعر بدر شاكر قد أوضح لنا هذة الفكرة وضوح شديد حيث تمكن من أن يوصل لنا شعوره المأساوي من خلال كلماته مبينًا أشد اللحظات التي يمر بها.