كيف تطور الجدول الدوري الحديث ومن الذي طوره

شهرين منذ
كريم احمد الحسيني

كيف تطور الجدول الدوري الحديث؟ ومن الذي طوره؟ فالجدول الدوري عبارة عن ترتيب مجدول للعناصر الكيميائية، وتكون فيه مرتبة وفقًا لعددها الذري والتوزيع الإلكتروني للأيونات، وكذلك الخواص الكيميائية المتكررة بين العناصر، ولقد مر الجدول الدوري بالعديد من التطورات على مر التاريخ ليصل إلى شكل الجدول الدوري المعاصر، ومن خلال موقع لحظات نيوز سنتعرف على التسلسل الزمني لتطور الجدول الدوري.

كيف تطور الجدول الدوري الحديث ومن الذي طوره

كيف تطور الجدول الدوري

مر الجدول الدوري بالعديد من التطورات على مر الزمن على يد الكثير من العلماء حتى يصل إلى الجدول الدوري الحديث الذي نعاصره الآن، وسنذكر لكم كيف تطور الجدول الدوري الحديث فيما يلي:

1- عام 1789

نشأ الجدول الدوري لأول مرة في التاريخ عام 1789 ميلاديًا أي في أواخر القرن الثامن عشر، وكان ذلك على يد العالم الكيميائي الفرنسي “أنطوان لافوازييه”، حيث قام بتقسيم العناصر الكيميائية إلى مجموعتين: (مجموعة العناصر الفلزية، ومجموعة العناصر اللافلزية).

2- عام 1829

بعد أربعين عامًا من إنشاء الجدول الدوري، لاحظ العالم الفيزيائي الألماني “جوهان ولفانج دوبرينير” التشابه الكبير بين خصائص بعض العناصر الفيزيائية والعناصر الكيميائية، وهو الأمر الذي جعله يقوم بترتيبها ثلاثيات أي كل ثلاثة عناصر معًا، واعتمد في تقسيمه على تزايد الوزن الذري.

التقسيم الذي قسمه جوهان دوبرينير جعله يلاحظ التقارب الشديد بين الخصائص الفيزيائية المتمثلة في الكثافة والوزن الذري للعنصر الأوسط مع خصائص العنصرين الآخرين.

3- عام 1860

شهد العلم تقدم كبير في تقسيم العناصر الكيميائية وهو الأمر الذي أدى إلى نشر أول قائمة تحتوي على العناصر الكيميائية وكتلها الذرية في عام 1860 ميلاديًا، وكان ذلك في المؤتمر الأول للكيمياء في ألمانيا.

اعتمدت تلك القائمة على تخصيص الرقم 1 كوزن ذري لعنصر الهيدروجين، وعلى هذا الأساس بدأ العمل على إيجاد الأوزان الذرية لبقية العناصر الكيميائية الأخرى مقارنة بوزن الهيدروجين الذري، فعلى سبيل المثال عنصر الكربون أثقل من الهيدروجين 12 مرة وبذلك فإن وزنه الذري أكبر ب 12 مرة وهكذا مع بقية العناصر.

4- 1862

شهد هذا العام العديد من الدراسات التي شملت العناصر الكيميائية وخصائصها، ومن أهم الدراسات التي أجريت كانت على يد العالم الجيولوجي الفرنسي “أكسندر بيغير” حيث قام بتحديد الأوزان الذرية وإعادة ترتيبها وفقًا للتشابه بين الخصائص في نموذج أطلق عليه النظام الحلزوني.

5- عام 1864

في ذلك العام وجد العالم الكيميائي البريطاني “جون نيولاندز” أن كل ثمانية عناصر موجودة في القائمة تتشابه مع بعضها البعض في الخصائص الكيميائية والفيزيائية، وعلى هذا الأساس قام بإعادة ترتيبها وفقًا لكتلتها الذرية، ولقد عُرف ذلك بقانون الأوكتاف، ومن الجدير بالذكر أنه في ذلك الوقت لم تكن قد اكتشفت بعد الغازات النبيلة.

6- عام 1869

أنشأ العالم الكيميائي الروسي “ديميتري مندلييف” في هذا العام النموذج البدائي للجدول الدوري الحديث، وقام بترك فراغات للعناصر التي لم تكن قد اكتشفت بعد ليخالف ذلك العالم جون نيولاندز، ولقد فعل ذلك بعد أن لاحظ اختلافات في الخصائص الكيميائية والفيزيائية لعناصر المجموعة الواحد فقام بإعادة ترتيب العناصر وهو الأمر الذي مكنه من التنبؤ بخصائص بعض العناصر التي لم تكن قد اكتشفت.

7- عام 1870

قام العالم الكيميائي الألماني “لوثر ماير” في ذلك العام باستكمال ما بدأه العالم مندلييف، فقام بإنشاء نسخة جديدة من الجدول الدوري مشابهة بشكل كبير لجدول مندلييف، كما قام أيضًا بترك فراغات للعناصر غير المكتشفة بعد بالرغم من أنه لم يتمكن من التنبؤ بخصائصها، مع تقدم الوقت ومرور السنوات تم اكتشاف العناصر التي تنبأ مندلييف بخصائصها من قبل فنجد أن:

  • في عام 1875 ميلاديًا تم اكتشاف عنصر الغاليوم.
  • في عام 1879 ميلاديًا تم اكتشاف عنصر السكانديوم.
  • في عام 1886 ميلاديًا تم اكتشاف عنصر الجرمانيوم.

8- عام 1894

اكتشف العالم “ويليام رامزي” في الفترة الزمنية الواقعة ما بين عام 1894م وعام 1898م الغازات النبيلة، وهي تتمثل في غاز الأرجون والهيليوم، والنيون والزينون والكريبتون، ولقد حصل على أثر هذا الاكتشاف على جائزة نوبل في عام 1904 ميلاديًا.

بعد ذلك الاكتشاف العظيم للغازات النبيلة أدرك العالم ويليام رامزي أنها تشكل مجموعة جديدة في الجدول الدوري، وأطلق عليها مجموعة الغازات النبيلة أو العناصر النبيلة، ولقد كانت إضافة غاية في الأهمية ودليل آخر على دقة وصحة الجدول الدوري الذي وضعه العالم مندلييف.

9- عام 1913

قام العالم الفيزيائي الإنجليزي “هنري موسلي” بتحديد العدد الذري لكل عنصر من العناصر التي كانت معروفة في ذلك الوقت، وأدرك هنري أنه إذا تم ترتيب العناصر وفقًا لزيادة العدد الذري بدلًا من ترتيبها وفقًا لزيادة الوزن الذري فسيكون الأمر مناسبًا أكثر داخل الجدول الدوري للعناصر الكيميائية.

10- عام 1928

قام العالم الفرنسي الهاوي “تشارلز جانيت” باستخدام الأنماط الرياضية كي يتحقق من عدد الإلكترونات للعناصر الكيميائية التي كان قد تم اكتشافها في ذلك الوقت، كما قام بتجميع العناصر في كتل عرفت باسم مداراتها الذرية، وهي الكتل أو الفئات الرئيسية للجدول الدوري الحديث.

11- عام 1944

في هذا العام قام العالم “جلين سيبورج” باقتراح فرضية سميت فرضية الأكتينيد، ثم نشر نسخته من الجدول الدوري عام 1945م يشتمل على سلسلة اللانثاتيد والأكتينيد، وهم يشكلان الصفين الموجودين أسفل الجدول الدوري الحديث.

12- الجدول الدوري الحديث (حاليًا)

هنا نكون قد أجبنا عن كيف تطور الجدول الدوري الحديث فهو نشأ نتيجة كافة التطورات التي مر بها، ولكن اعتمد الجدول الدوري الحديث على نسخة الجدول الدوري لكل من العالم ديميتري مندلييف وجوليوس ماير عام 1869م وعام 1870م.

تم اعتماد جدول مندلييف عام 1955 ميلاديًا لاحتوائه على فراغات للعناصر التي لم تكن قد اكتشفت بعد، كما أنه توقع كل من عنصر الغاليوم وعنصر الجرمانيوم، كما أنه قام بتصنيف العناصر وفقًا لخصائصها الكيميائية.

لذلك حصل الجدول الدوري للعالم مندلييف على تقدير كافة العلماء واعتراف عالمي،  وعلى أثر ذلك النجاح الكبير تم تسمية العنصر 101 في الجدول الدوري مندليفيوم تكريمًا للعالم مندلييف.

يحتوي الجدول الدوري الحديث على 118 عنصرًا تم ترتيبهم وفقًا للعدد الذري ورقم التكافؤ، وساعد تنظيم الجدول الدوري في اشتقاق العلاقات بين خواص العناصر الكيميائية المختلفة، والخصائص الكيميائية المتوقعة للعناصر التي لم يتم اكتشافها بعد أو العناصر المركبة حديثًا.

آخر الأخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى