تأثير الإعلام على القيم الأخلاقية والمجتمعية ودور الإعلام في تنشئة الطفل

3 أسابيع منذ

كريم احمد الحسيني

ماهو تأثير الإعلام على القيم الأخلاقية والمجتمعية؟ وما هو دور الإعلام في تنشئة الطفل؟ مع انتشار وسائل الإعلام المختلفة أصبح لها تأثير كبير على المجتمع وعلى أفكارهم ومعتقداتهم، ولكن الفئة الأكثر تأثرًا هم الأطفال، لذلك من خلال موقع لحظات نيوز سنتعرف على تأثير وسائل الإعلام على القيم المجتمعية والأخلاقية وكذلك مدى تأثيرها على تنشئة الأطفال.

تأثير الإعلام على القيم الأخلاقية والمجتمعية

نجد أن وسائل الإعلام بكافة أنواعها المختلفة كالإذاعة والتلفاز، والكتب والمجلات والصحافة ذات تأثير كبير على كل من القيم الأخلاقية والمجتمعية والسلوكية للأفراد بصفة عامة والأطفال بصفة خاصة، حيث إن وسائل الإعلام تعد مصدر من مصادر التعلم والترفيه لمختلف الفئات العمرية وهو الأمر الذي يجعلها سلاح ذو حدين.

نظرًا لتدخل وسائل الإعلام بصورة كبيرة خاصة في حياة الأطفال فسنعرض لكم فيما يلي تأثير الإعلام على القيم الأخلاقية والمجتمعية:

1- تأثير الإعلام على القيم الأخلاقية

تأثير الإعلام على القيم الأخلاقية والمجتمعية ودور الإعلام في تنشئة الطفل

فرضت وسائل الإعلام وجودها على الإنسان بعد أن تمكنت من بلوغ أوج قوتها وتطورها خاصة مع التقدم التكنولوجي الكبير الذي شهده العالم، حيث أصبح هناك انفتاح بين مختلف المجتمعات في العالم، وهو الأمر الذي جعل للإعلام القدرة على التأثير على القيم الأخلاقية كما يلي:

تاثر وسائل الإعلام على الأفكار المتكونة لدى الفرد وبالتالي تصرفاته وأخلاقه.
التركيز على التأثير اللاواعي على كافة أفراد المجتمع، لعرض مجموعة من الأفكار المحددة وزرعها في عقول الأفراد، مما يؤثر على سلوكياتهم وأخلاقهم.
تعمل الصور النمطية التي يعرضها الإعلام لحذف الكثير من الأخلاقيات الحميدة عند الأطفال، ويتعلق ذلك بما يشاهدونه من مشاهد عنف وقتل وسلوكيات خاطئة لا تمت للتربية السليمة بصلة في الأفلام والمسلسلات.
غرس قيم أخلاقية لا تتناسب مع المجتمع.
تسليط الضوء على الجريمة بأنواعها والعنف وقضايا الطلاق والانتحار والاغتصاب والتحرش، فيعتقد الأولاد أن ذلك أمر عادي.
غرس سلوكيات واعتقادات وأفكار تتنافى مع عادات وتقاليد وأسس ديننا الإسلامي.
تشجيع الأخلاق السيئة كالكذب وعدم احترام الأهل وغيرها من السلوكيات غير الصحيحة.
مشاهدة الأفلام الإباحية، مما يؤثر على أخلاق الطفل وسلوكياته وتعرضه لمثيرات تخرج عن نطاق الدين والأدب.

2- تأثير الإعلام على القيم المجتمعية

يؤثر الإعلام على القيم المجتمعية لكافة الأفراد وبصفة خاصة على الأطفال الذين يتطبعون بما يرونه، وفيما يلي نعرض لكم أبرز تلك التأثيرات:

التأثير على الرأي العام من خلال نشر آراء محددة.
تعزيز القيم الإيجابية من خلال غرض القيم الإيجابية للمجتمع.
زيادة مستوى الوعي والمعرفة حول المجتمع.
تشكيل صورة عن ثقافة وسلوك المجتمع من خلال عرض أنماط محددة من السلوكيات التي تشكل معتقداتهم.
النمذجة الاجتماعية حيث يعرضون بعض السلوكيات أو الشخصيات ويجعلونها نموذج يحتذى به مما يشجع على السلوكيات غير الأخلاقية والقيم السلبية وغياب المعتقدات والتقاليد المجتمعية.

اقرأ أيضًا: خصائص الإعلام الرقمي هي ؟

دور الإعلام في تنشئة الطفل

بعد أن تعرفنا على تأثير الإعلام على القيم الأخلاقية والمجتمعية يجدر بنا الإشارة إلى أن وسائل الإعلام تلعب دورًا كبيرًا ومؤثرًا على تنشئة الطفل الاجتماعية وتكوين شخصيته وتطبيعه على بعض الأنماط السلوكية المحددة، وفيما يلي نتعرف على دور الإعلام الإيجابي والسلبي في تنشئة الطفل:

1- دور الإعلام الإيجابي في تنشئة الطفل

إن ولادة الطفل تعني بداية تعرضه لمثيرات المجتمع، وبداية تأثير وسائل الإعلام على تنشئة الطفل، ومن الجدير بالذكر أن الدور الإعلامي الإيجابي يتمركز في النشاط الإعلامي الموجه للأطفال الذي يقوم على العديد من المبادئ التي تساعد في تربية الطفل، ويتمثل الدور الإيجابي فيما يلي:

المساهمة في تنمية لغة الأطفال، وزيادة حصيلته اللغوية من المفردات.
مساعدة الطفل على تعلم القراءة والكتابة، وكذلك بعض العمليات الحسابية.
ينمي ذاكر الطفل من خلال الحفظ وترديد ما يسمعه خاصة أناشيد الأطفال التعليمية التي تعرض على قنوات الأطفال، أو أناشيد قناة طيور الجنة التي تحمل العديد من القيم الجيدة للطفل.
توسيع خبرات الطفل فهي مصدر من مصادر المعرفة التي تمد الطفل بالقيم المعرفية والسلوكية المختلفة.
يعمل على تنمية النواحي العقلية والجسدية من خلال برامج مسابقات الأطفال العلمية والرياضية.
يحفز خيال الطفل ويزيد من قدرته على الإبداع.
تساعد برامج الأطفال في توسيع مدارك الطفل، وإمداده بالمعلومات والمعارف.
تبين للطفل السلوكيات الحسنة والسيئة وبيان أي السلوكيات يجب اتباعها، مما يؤثر بشكل كبير على سلوكيات الطفل.
مساعدة الطفل على أن يقوم بتكوين اتجاهات اجتماعية مرغوبة بما يتوافق مع قيم وعادات وتقاليد وأعراف المجتمع السائدة.
يساعد على تنمية الأسس الدينية للطفل من خلال عرض قصص الأنبياء والصحابة بطريقة بسيطة ومسلية للطفل.

2- دور الإعلام السلبي في تنشئة الطفل

يعود الجانب السلبي من وسائل الإعلام وأثره في التأثير سلبًا على الأطفال إلى عدم رقابة الوالدين للبرامج التي يتبعها الطفل، وعدم انتقاء البرامج التي يجب أن يشاهدها الطفل وزمن المشاهدة، ومن أبرز الآثار السلبية للإعلام على تنشئة الطفل ما يلي:

أغلب الكرتونات خيالية وتعتمد على قو الأبطال الخارقين، وتحتوي على العديد من مشاهد الضرب والعنف.
إدمان الطفل على مشاهدة التليفزيون طوال الوقت مما يؤثر على تفاعله مع أقرانه، واستعداد الطفل لمرحلة التعليم الرسمي.
رؤية الكثير من مشاهد العنف والقتل والألفاظ البذيئة والمخدرات وعصابات المافيا وكل تلك الظواهر التي تتواجد في المسلسلات والأفلام، وهو ما يؤثر على نفسية الطفل وسلوكه ويجعله يميل إلى العدوانية.
قتل الوقت الخاص بممارسة الهوايات المختلفة كالقراءة واللعب.
ظهور بعض الأمراض مثل مرض التوحد في حالة مشاهدة التلفزيون لوقت طويل يوميًا.
الحد من حركة الطفل والتأثير على الحواس السمعية والبصرية.

إن وسائل الإعلام سلاح ذو حدين فقد يكون لها تأثير إيجابي على المجتمع أو تأثير سلبي يؤثر على تنشئة الأطفال ومعتقدات الناس وسلوكياتهم، لذلك لا بد من ينشط الإعلام النوعي الموجه للأطفال والتركيز عليه للمساهمة الإيجابية في تربية الطفل ونشأته الاجتماعية وتعزيز سلوكياته الجيدة.