في 25 أكتوبر 2001، شهد العالم ميلاد نظام التشغيل الذي غيّر مفهوم الحوسبة الشخصية، وهو ويندوز XP. أطلقت شركة مايكروسوفت النسخة التجارية من هذا النظام، بعد تقديم النسخة التجريبيّة قبل بضعة أشهر. جاء ويندوز XP ليجمع بين استقرار نظام Windows NT وسهولة الاستخدام، مما جعله الخيار المفضل لدى المستخدمين العاديين والشركات على حد سواء، وقد كانت انطلاقته بمثابة تحول جذري في عالم التقنية.
احتفلت مايكروسوفت بإطلاق ويندوز XP من خلال حدث ضخم في تايمز سكوير بنيويورك، والذي شهد حضور بيل جيتس مع قيادات الصناعة وشركاء مايكروسوفت. كانت الحملة التسويقية تدور حول شعار “نعم يمكنك”، مع استثمار الشركة لأكثر من مليار دولار في الترويج. تزامنت الفعاليات مع العديد من الحفلات والأحداث العالمية التي دعمت النسخة الجديدة في متاجر التجزئة، مما أضفى على الحدث طابعًا كبيرًا من البهجة والتشويق.
ما ميز ويندوز XP هو المزيج الفريد بين الأداء القوي وسهولة الاستخدام، حيث قدم تحسينات جوهرية على واجهة المستخدم، مثل قائمة Start التي تعزز التنظيم وسهولة الوصول، دعم أفضل للتعدد المهام، فضلاً عن تحسينات في إدارة الذاكرة. يتضح أن XP قد شكل معياراً جديداً في تلك الفترة ليجمع بين الابتكار والاعتمادية، مما جعله نقطة تحول في تصميم أنظمة التشغيل.
منذ انطلاقه، حقق ويندوز XP قبولاً واسعاً بين المستخدمين، حيث تم استخدام أكثر من 400 مليون نسخة منه بحلول عام 2006. في المؤسسات، أصبح الخيار المثالي بفضل اعتماديته العالية، ورغم انتهاء الدعم الرسمي في عام 2014، إلا أنه استمر كخيار متاح للكثيرين، مما يدل على قوته وانتشاره الكبير، حيث كان العديد من المستخدمين يجدون صعوبة في الانتقال إلى أنظمة جديدة.
لا يزال ويندوز XP يثير مشاعر الحنين في نفوس الكثيرين، فهو لم يكن مجرد نظام تشغيل بل جسر بين عصور مختلفة من التقنية. ورغم أنه خرج من دائرة الدعم الرسمي، إلا أن أثره لا يزال واضحاً، حيث يستخدمه البعض في بيئات معينة كالمستشفيات. تشير المحادثات التقنية إلى أن أيام XP تمثل “العصر الذهبي للتجربة البسيطة”، مما يجعله جزءاً مهماً من ذاكرة تقنية الحاسوب.
وأما عن الخلفية الشهيرة “Bliss”، فهي واحدة من أكثر الصور المميزة لنظام XP، فقد التقطها المصور تشارلز أوير في عام 1996 بعد هطول الأمطار في كاليفورنيا. استخدمت مايكروسوفت هذه الصورة الشهيرة كخلفية افتراضية لنظامها، ويرجح أن أكثر من مليار شخص قد رأوا هذه الخلفية، مما يعكس شعبية النظام في جميع أنحاء العالم.

 








