أجرت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) تجربة فريدة من نوعها لمحاكاة تأثير عاصفة شمسية كارثية على أقمارها الصناعية، تسعى هذه المحاكاة إلى فهم كيف يمكن أن تتفاعل المركبات الفضائية مع هذه الظواهر المدمرة، إذ استندت المحاكاة إلى عاصفة شمسية تُشبه حدث كارينجتون عام 1859، والذي يُعتبر الأقوى في تاريخ البشرية، هذه التجربة تأتي في وقت مهم قبل إطلاق مهمة Sentinel-1D المرتقبة، حيث تأمل الوكالة في تعزيز جاهزيتها لمواجهة أي تهديدات مستقبلية.
تركز المحاكاة على اختبار الاستجابة للطوارئ وكيفية حماية الأقمار الصناعية أثناء الأزمات، تتضمن التجربة إجراء تقييمات للشبكات والاتصالات التي تعتمد عليها المركبات الفضائية، وعلى لسان توماس أورمستون، نائب مدير عمليات المركبات الفضائية، أكد أن الأهداف الرئيسية هي الحفاظ على سلامة القمر الصناعي والحد من الأضرار في حال حدوث مثل هذه العواصف، رحلات الفضاء تتطلب استراتيجيات فعالة للتعامل مع التهديدات المتصاعدة.
العاصفة الشمسية التي تم المحاكاة فيها تضمنت انفجارًا شمسيًا هائلًا، أدى لتأثيرات سلبية على الأداء العام للمركبات، حيث توقفت الاتصالات وتعرضت الأنظمة لتعطيلات كبيرة، المحاكاة سلطت الضوء أيضًا على تأثيرات الجسيمات عالية الطاقة التي يمكن أن تلحق ضررًا بالبيانات وتؤثر على الأجهزة داخل المدار، في هذا السياق، يُظهر هذا الاتجاه الحاجة إلى مزيد من التطوير في تقنيات الحماية.
واجهت وكالة الفضاء الأوروبية تحديات كبيرة خلال المحاكاة، إذ تسبب انفجار شمسي بمشاكل متعددة من أبرزها زيادة الضغط على الأجهزة حيث تعرضت الأقمار الصناعية لمخاطر كبيرة، بمواجهة هذه التهديدات، قامت الوكالة باتخاذ قرارات سريعة من أجل تقييم الوضع وتخفيض الأضرار، وفي هذا الصدد، صرح خورخي أمايا أن مثل هذه المحاكاة توفر رؤى مهمة لكيفية التعامل مع الأحداث القادمة.
العواصف الشمسية تمثل تهديدًا حقيقيًا للبنية التحتية الفضائية والكوكبية، إذ يمكن أن تُثقل الشبكات الكهربائية وأنظمة النقل، هذه الاعتبارات تنبهنا إلى ضرورة التخطيط الأفضل للمستقبل، وفي ظل التكنولوجيا المتقدمة التي تُستخدم اليوم، قد يكون من الضروري العمل على حلول مبتكرة لضمان أمن وسلامة جسور الفضاء، إن المحاكاة التي أجرتها الوكالة تُعد خطوة هامة نحو فهم أعمق للتحديات القادمة.
