شكا العديد من سكان مدينة جدة، خصوصًا في الأحياء القريبة من مشاريع التطوير العمراني، من الإزعاج المستمر الناتج عن أصوات الكسارات والمعدات الثقيلة، حيث تعمل هذه المعدات لساعات طويلة دون أي تنظيم زمني محدد، مما يزيد من معاناة الأهالي النفسية والجسدية، خصوصًا في الفترات الصباحية المبكرة التي تحتاج فيها الأسر إلى الهدوء.
في حي الصفا، تحدث عبد المجيد العتيبي عن التحديات اليومية التي يواجهها السكان، فقد اشتكى من عدم مراعاة الشركات العاملة لراحة الأهالي، حيث تتكرر أصوات المعدات الثقيلة بشكل مستمر، وهذا يتسبب في أجواء من عدم الراحة وعدم الاستقرار داخل المنازل، لذا طالب بضرورة وضع جدولة واضحة لتنظيم أوقات العمل لمثل هذه المعدات.
من جهتها، ذكرت فاطمة الأحمري، من سكان حي السلامة، أن الضجيج اليومي بات يؤثر على حياة الأسر بشكل كبير، فالعمال يبدأون بالعمل في ساعات مبكرة جدًا مما يتسبب بصعوبة نوم الأطفال، بالإضافة إلى معاناة كبار السن من الصداع المستمر، مما جعل الحياة اليومية أكثر تعقيدًا.
أعرب السكان عن أملهم في وضع تنظيمات رسمية تُوازن بين احتياجات التنمية وراحة المواطنين، مؤكدين على أهمية تحديد أوقات العمل بدقة، إلى جانب استخدام تقنيات حديثة تقلل من الضوضاء، مما يسهم في تحسين جودة الحياة والبيئة السكنية بشكل عام.
في إطار الرد على الشكاوى، أكد مصطفى إدمام، مشرف على تأجير الكسارات، أن لديهم التزام واضح بالقوانين، ومع ذلك فإن ضغوط المشاريع تدفعهم للعمل لفترات طويلة، ويعتقد بعض ملاك الكسارات أن الشكاوى مبالغ فيها، حيث يعملون دائمًا تحت إشراف الجهات المختصة، مشيرين إلى أهمية التنظيم.
فاضل الغانم، صاحب مؤسسة مقاولات، صرح بأن كل مشروع يتطلب تنسيقًا خاصًا وقد يكون من الضروري العمل بشكل متواصل لتفادي التأخير، لكنه أبدى دعمه لفكرة تحديد ساعات عمل رسمية، مؤكدًا أن الالتزام بأوقات محددة سيعزز من التعاون بين المقاولين والمواطنين.
أما عبدالعزيز شاكر، مدير إحدى شركات إعادة التدوير، فقد رأى أن تنظيم المواعيد يساهم في تحسين البيئة، مقترحًا أن تكون أوقات العمل من الثامنة صباحًا وحتى الخامسة مساءً، مما يضمن انضباط الجميع ويحفز على النظام في العمل.
فيما يتعلق بمخاطر الضجيج، أكد مختصون في البيئة أن الأصوات الناتجة عن أعمال الهدم تؤدي إلى مشاكل صحية متعددة، يجب فرض رقابة مشددة عليها، وأن يكون هناك غرامات حقيقية للمخالفين، لتحقيق توازن بين مشروعات التنمية ومتطلبات الحياة السكنية.









