استضافت جامعة طنطا مؤخرًا الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الديار المصرية، في ندوة تحت عنوان “تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي لدى الشباب“، وكان في استقباله عدد من القيادات الجامعية والعديد من أعضاء هيئة التدريس، تناولت الندوة أهمية التجديد الفكري وتحفيز الشباب للعمل كدعاة خير وسلام، سعيًا لبناء وعي فكري مستنير يمكنهم من مواجهة التحديات التي يعيشها مجتمعنا اليوم.
في بداية كلمته، عبّر الدكتور محمد حسين، رئيس الجامعة، عن ترحيبه الكبير باستضافة الدكتور عياد، مؤكدًا أن الحاجة لتجديد الخطاب الديني أصبحت ملحة في ظل التغيرات السريعة التي يمر بها العالم، حيث يجب أن نكون حذرين من مصادر المعلومات الموثوقة والمزيفة، وأن بناء وعي الشباب هو خط الدفاع الأول ضد التطرف الفكري والإرهاب المعرفي المتزايد الذي يواجهه المجتمع.
وأضاف الدكتور حسين أن هذه الجهود تتماشى مع رؤية القيادة السياسية الرامية إلى تعزيز الوعي الوطني، مشيرًا إلى أن على مؤسسات الدولة، وخصوصًا الجامعات المصرية، تحمل المسؤولية من خلال تقديم برامج تعليمية تهدف إلى تزويد الشباب بالقيم الصحيحة وتوعيتهم بمصادر المعرفة السليمة، وذلك في إطار نظم تعليمية متكاملة ترتكز على الثوابت الثقافية والوطنية.
تناول الدكتور نظير عياد خلال الندوة أهمية تجديد الخطاب الديني كضرورة ملحة، مؤكداً أن هذا التجديد يجب أن يتأسس على فهم دقيق للأصول الدينية، مضيفًا أن التحديات المعاصرة تتطلب من الشباب التسلح بالمعرفة والوعي الذي يسمح لهم بالتعامل بحكمة مع الأفكار المتناقضة والتطرف الفكري، مما يشكل أساسًا لخطاب ديني يواكب العصر ويعبر عن القيم الحقيقية للدين.
اختتم الدكتور عياد كلمته بالتأكيد على ضرورة التوازن بين العلم والدين، مشيرًا إلى أن كليهما يكمل الآخر، وينبغي أن يدرك الشباب أهمية الرجوع إلى أصحاب العلم والمعرفة في مجالاتهم لضمان الفهم السليم للدين والعلم، داعيًا الشباب إلى أن يصبحوا جيلًا ينشر الخير وينشر ثقافة السلام والحوار والوعي، لبناء مستقبل أفضل للمجتمع.

 








