أكد المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، على الأهمية الكبيرة لنبات البردي، الذي يحمل قيمة تاريخية ورمزية عميقة في الحضارة المصرية القديمة. يُعد البردي رمزًا للمعرفة والكتابة الأولى، حيث خلّد فكر وإبداع المصريين القدماء، وساعد في نقل حضارتهم إلى العالم. هذا النبات يمثل جزءًا حيويًا من التراث المصري، ويعكس عبقرية المصريين القدماء في استخدام الموارد الطبيعية.
وتعتبر محافظة الشرقية من أبرز المناطق الزراعية التي تشتهر بزراعة نبات البردي، الذي استخدمه القدماء في صناعة أوراق الكتابة الأولى. كما جدّد استخدامه في صنع القوارب والحبال وسلال حفظ الطعام، مما ساهم في تطوير الحياة اليومية للمصريين القدماء. وقد أُدخل مؤخرًا في المتحف المصري الكبير، حيث زُرعت شتلات منه في أحواض مخصصة لتمثل جزءًا من التراث البيئي والنباتي المصري.
أوضحت الدكتورة رشا حسن رأفت، مديرة الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالشرقية، أنه بعد طلب المتحف المصري الكبير في يوليو 2022، نُقلت شتلات نبات البردي وزُرعت في الأحواض المخصصة تحت رعاية خاصة. التنسيق مع مزارعي البردي في قرية القراموص بمركز أبو كبير، المشهورة بزراعة هذا النبات، كان حاسمًا لنجاح هذا المشروع.
وأكدت الدكتورة رشا أن زراعة البردي في المتحف تجسد مشهدًا حضاريًا مذهلًا للزائرين، وتعرض لهم صورة حيّة عن أهمية هذا النبات عند المصريين القدماء. يُسهم هذا المشروع في الحفاظ على التراث النباتي المصري القديم، ويجعل الأجيال الحالية والزوار من مختلف دول العالم على دراية بأهمية هذا النبات. يُذكر أن البردي ينمو في المياه الضحلة، وقد ازدهر منذ آلاف السنين على ضفاف النيل والمستنقعات بمظهر يشبه حقول القصب العالية.

 








