أحدث إعلان عبد الله سلام، الرئيس التنفيذي لشركة مدينة مصر، ضجة ملحوظة في سوق العقارات، حيث أعلن عن عرض جديد لبيع وحدات في مشروع “سراي” الواقع على طريق القاهرة – السويس، وعرض قسطًا شهريًا لا يتجاوز 5 آلاف جنيه، مع مقدم قدره 140 ألف جنيه، مما أعتبره الكثيرون فرصة مغرية للشباب الباحث عن السكن.
على الرغم من المغريات التي يقدمها الإعلان، إلا أن التفاصيل الدقيقة تكشف جانبًا آخر من القصة، فالوحدات المطروحة ليست شققًا متكاملة، بل هي “استوديوهات” صغيرة لا تناسب العائلات، إضافة إلى ذلك يوجد نظام سداد يفرض أقساطًا سنوية إلزامية تصل إلى 140 ألف جنيه بخلاف القسط الشهري، مما يعني أن العميل سيسدد نحو 200 ألف جنيه سنويًا، ويصل إجمالي التكلفة إلى حوالي 4 ملايين جنيه، مع تأخر تسليم الوحدات أكثر من ثلاث سنوات.
شهد مشروع “سراي” في الفترة الأخيرة، إلغاءات مبيعات تجاوزت قيمتها 10.6 مليار جنيه، مما يعكس تراجعًا كبيرًا في الطلب داخل السوق، وصف المتخصصون هذا العرض بأنه استجابة تسويقية تهدف إلى تنشيط الحركة بعد فترة من الكساد، حيث بلغت نسبة الإلغاءات نحو 49.6% من الإجمالي.
تعاني شركة مدينة مصر من تحديات عدة، حيث لم تتجاوز نسبة نمو المبيعات 1.1% في النصف الأول من العام، وتراجع عدد الوحدات المباعة إلى 1738 وحدة، بينما كانت 2871 وحدة في نفس الفترة العام الماضي، ما يعكس انخفاضًا ملحوظًا بمعدل يقارب 40%.
تشير البيانات إلى أزمة أخرى تكمن في ارتفاع معدلات تأخر السداد، التي بلغت 1.8%، وزيادة إلغاء التعاقدات إلى 1.3 مليار جنيه، مقارنة بـ 188 مليون جنيه في العام السابق، وارتفعت نسبة الدين المستحق 55.2% لتصل إلى 4.2 مليار جنيه، مما يزيد من الضغوط على الشركة ويطلب شفافية أكبر من شركات التطوير العقاري، خصوصًا في ظل الأزمات المالية الحالية.









