لا يمكن إنكار دور فؤاد حداد في تشكيل مشهد الشعر العربي الحديث، فقد اعتُبر واحدًا من أبرز شعراء العامية المصرية، حيث نجح في التعبير عن قضايا المجتمع ومعاناة الأفراد بلغة بسيطة تلامس وجدان الجمهور، لم يكن مجرد شاعر بل كان رمزًا ثقافيًا يعكس تجارب الحياة اليومية ويبرز آمال وآلام الناس في زمنه.
لعبت قصائد فؤاد حداد دورًا محوريًا في نقل المشاعر الإنسانية بصدق، فقد استخدم العامية كوسيلة للتواصل مع الجمهور، مما زاد من شعبيته بين الناس، كانت موضوعاته تتناول الحب والحرية والوطن، وبهذا أسس علاقة خاصة مع جمهوره الذي وجد في كلماته صوتًا يعبر عنه ويشارك مشاعره وأحلامه.
تميز أسلوب فؤاد حداد بالبساطة والعمق، حيث استطاع توصيل أفكار معقدة بأسلوب يجذب القارئ، كان له القدرة على إحياء الأمثال الشعبية ودمجها في قصائده، وقد أباح لنفسه حرية الانطلاق بعيدًا عن القيود التقليدية للغة الشعر، مما جعله يتفرد في مشهد شعري مزدحم ومتعدد الاتجاهات.
كافة تلك الخصائص أسهمت في خَلْق ذكرى حية لفؤاد حداد، فمهما مرت السنوات، تبقى كلماته تعبر عن أحوال الوطن وتاريخ الشعب، ورغم رحيله فإن أثره ما زال حاضرًا، حيث تظل قصائده تُقرأ وتُلهم الشعراء الجدد والقراء، مما يثبت أن التراث الثقافي الذي تركه متجذر بشكل عميق في الذاكرة الجمعية.

 








