احتيال هندى يسبب خسائر ضخمة لبلاك روك أكبر شركة لإدارة الأصول عالمياً

في خضم إحدى أكبر فضائح الاحتيال في القطاع المالي، تعرضت شركة بلاك روك، الرائدة في مجال إدارة الأصول، لخسائر تفوق الـ 500 مليون دولار، بعد أن ثبت أن رجل الأعمال الهندي بانكيم براهمبهات هو المتسبب في هذه الكارثة عبر عملية احتيالية معقدة. يُعد براهمبهات الرئيس التنفيذي لشركتي BroadBand Telecom وBridgeVoice، وهو جزء من مجموعة “بانكاي”، وبهذا، أصبح اسمه مرادفًا لعملية احتيال تاريخية في عالم المال.

وفقًا لتحقيقات صحيفة “وول ستريت جورنال”، قام براهمبهات بمداراة شبكة احتيال معقدة استمرت خمس سنوات، حيث استخدم حسابات وهمية وفواتير مزيفة، مُعتمدًا على تقاليع مبتكرة مثل استخدام أسماء نطاقات مقلدة لشركات اتصالات كبرى. تمكن من إقناع ذراع الائتمان الخاصة بشركة بلاك روك، شركة HPS Investment Partners، وعدد من المؤسسات المالية الكبيرة، بتقديم تمويلات بناءً على أصول وهمية، مما أدى إلى ضياع مبالغ ضخمة.

تفاصيل التحقيق تشير إلى أنه بين عامي 2020 و2024، حصد براهمبهات تمويلات بأكثر من 430 مليون دولار من HPS، بينما تكفلت BNP Paribas بتقديم الجزء المتبقي. وعند اكتشاف الخديعة، تبيّن أن جميع الوثائق والمستندات كانت مزورة تمامًا، مما كشف غموض العمليات المالية وهمية وراءها.

عندما حاول المقرضون التواصل مع براهمبهات، كان قد اختفى. أفادت تقارير بأن قصره الفاخر في نيويورك كان مغلقًا، مع سيارات فاخرة مغطاة بالغبار. تتسارع التحليلات حول احتمال فراره إلى الهند، مع احتمالية نقل جزء من أمواله إلى موريشيوس، وذلك لمواجهة التحقيقات المطولة.

في أغسطس الماضي، تقدمت شركات براهمبهات، بما في ذلك Broadband Telecom وBridgeVoice، بطلب إفلاس تحت الفصل الحادي عشر، حيث بلغت الديون المستحقة أكثر من 500 مليون دولار، معظمها لصالح HPS وBNP Paribas. تبرز الوثائق الرسمية هذه الأرقام المثيرة للقلق، مما ينذر بتداعيات ضخمة في الساحتين المالية والاقتصادية.

وُلد بانكيم براهمبهات في ولاية غوجارات الهندية، وكان يُعتبر من الأسماء اللامعة في قطاع الاتصالات حتى تحولت سمعته من نموذج للابتكار إلى رمز للخداع. بدأت مسيرته بتصنيع هواتف بسيطة، قبل أن يمتد نشاطه إلى الأقمار الصناعية، ولكن في عام 2023، أصبح اسمًا مغمورًا بتحقيقات متشعبة وسط مخاوف من موجات احتيال جديدة قد تضرب السوق.

تشير تقييمات الخبراء إلى أهمية هذه الواقعة كتحذير للجميع، إذ تُظهر نقاط الضعف في سوق الائتمان، خاصة بمثل هذه القيم العالية. حيث يخشى البعض من أن تكون هناك فضائح أخرى على الطريق، خاصة مع تنامي المشاكل الأخيرة لشركات مثل First Brands وTricolor، مما يعكس هشاشة في أنظمة الرقابة والبيانات المعتمدة على المقترضين.

بالرغم من كون الخسارة تعتبر ضئيلة بالنسبة لشركة بلاك روك، التي تدير أصولًا تفوق 13.5 تريليون دولار، إلا أنها تمثل تحديًا للثقة في السوق. وهكذا، تواصل السلطات الأمريكية تحركاتها بالتنسيق مع مختلف الجهات المالية على المستويين الدولي والمحلي لتعقب براهمبهات وتجميد أصوله قبل فوات الأوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

⚡ أدوات سريعة

الأقسام