جهود مواجهة تغير المناخ تعزز تحقيق أهداف التنمية المستدامة بشكل إيجابي وفعال

أكد الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، خلال مؤتمر سنوي تحت عنوان “انبعاثات صفرية أم خسارة تامة؟”، أن قضية أولويات العمل المناخي والتنموي لم تعد محل جدل، فجهود مواجهة أزمة المناخ تسهم بشكل فعال في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وذلك بحضور عدد من القادة والخبراء في مجال أعمال المناخ والتنمية.

تطرق محيي الدين إلى دور تمويل العمل المناخي في دعم الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين، حيث يساهم في الحفاظ على مصادر المياه، وتوفير الطاقة النظيفة، وتحسين جودة التعليم، وزيادة فرص العمل، وهي كلها أهداف توافق عليها المجتمع الدولي ضمن أهداف التنمية المستدامة، هذه الفوائد تؤكد ضرورة إدراك العلاقة التبادلية بين المناخ والتنمية.

وأوضح الدكتور محيي الدين أن نجاح هذه المبادرات يتطلب التركيز على ثلاثة محاور رئيسية، وهي ضرورة حشد التمويل الكافي من المصادر العامة والخاصة، وتعظيم دور التكنولوجيا في التحول إلى اقتصادات خضراء، فضلاً عن تغيير الفكر والسلوك على مستوى الأفراد والمؤسسات، مما يسهل الانتقال نحو التحولات الاقتصادية المستدامة.

أشار محيي الدين أيضاً إلى أهمية حشد التمويل الفعال من خلال تفعيل النماذج المالية المشتركة بين القطاعين العام والخاص، كما نبه إلى الحاجة الملحة لمراجعة هيكل النظام المالي العالمي، بما يضمن تقديم التمويل الميسر للمشروعات المناخية، ويتطلب من بنوك التنمية متعددة الأطراف أن تكون أكثر استعدادًا لدعم هذه المساعي.

في سياق متصل، أعرب محيي الدين عن قلقه من تراجع البعد الدولي في مواجهة تغير المناخ، موضحًا أن عدد الدول التي قدمت المساهمات الوطنية المناخية لم يتجاوز 46 دولة، وهي مسؤولة فقط عن 30% من الانبعاثات الكربونية، مما يحتم تعزيز الجهود الإقليمية والمحلية للوصول إلى وقفة قوية في مواجهة هذه القضية.

اختتم محيي الدين بالتأكيد على الدور الحيوي لمصر في تعزيز جهود العمل المناخي، من خلال دعم التحول الرقمي، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وقدم نموذجًا ناجحًا يتمثل في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، التي تجمع بين التكنولوجيا والحفاظ على البيئة لتحقيق تنمية مستدامة.

في النهاية، تعتمد فعالية الجهود المناخية على إدماج الأجيال الجديدة في هذه الرؤية، فنجاح العمل المناخي والتنمية يتطلب التفاعل بين التحولين الرقمي والأخضر من أجل المستقبل المستدام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

⚡ أدوات سريعة

الأقسام