في خطوة جديدة نحو تقديم جزء أصيل من التاريخ المصري القديم، أجرى اليوم السابع جولة حصريّة داخل متحف مراكب الملك خوفو بالمتحف المصري الكبير، الذي افتتح أبوابه للزوار اليوم، تزامنًا مع الكشف عن مقبرة الفرعون الذهبي، وهو ما يثير اهتمام العديد من المواطنين والسياح على حد سواء، إن متحف مراكب الملك خوفو يُعتبر أحد أبرز المتاحف النوعية في العالم، فهو يعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة.
تشهد أبواب المتحف المصري الكبير إقبالاً كثيفاً منذ صباح الثلاثاء مع بدء الزيارة للجمهور، حيث يتفاعل السكان المحليون والسياح مع هذا الإنجاز التاريخي، يضم المتحف عرضًا فريدًا يتمثل في مركبي خوفو الأولى والثانية، وهما قطع أثرية يعتبران من أقدم وأكثر الآثار العضوية بقاءً على مر الزمن، إن هذا العرض المتنوع يجعل من زيارة المتحف تجربة غنية ثقافيًا.
لأول مرة في التاريخ، يمكن للزوار مشاهدة المركبين جنبًا إلى جنب، حيث تم نقل مركب خوفو الأولى من أهرامات الجيزة بعد عمليات تأهيل دقيقة، أما مركب خوفو الثانية فقد أُخرجت أيضًا من موقعها الأصلي وتخضع الآن لعمليات ترميم متقدمة بالتعاون مع اليابانيين، تُعَد هذه العملية فرصة نادرة للجمهور لمتابعة إعادة تركيب هذه الآثار العظيمة خطوة بخطوة.
يقدّم المتحف تجربة بصرية تشد الزوار، حيث تم تصميم سيناريو العرض ليشمل منطقة خارجية تمهد للزوار، تعرض علاقة المراكب بنهر النيل في الفكر المصري القديم، كما يتضمن تمثالًا للإله “حابي” الذي يمثل فيض النيل، بالإضافة إلى نموذج لموقع الحفر الأصلية التي عُثر فيها على المراكب، مما يتيح للزوار تصورًا واقعيًا لمراحل الاكتشاف والترميم.
بالإضافة إلى ذلك، يبدأ دخل المتحف بتقديم سرد شامل لقصة الملك خوفو والمراكب الملكية، حيث يمكن للمشاهدين التعرف على أهمية نهر النيل وتاريخه، بالإضافة إلى دور الملك خوفو ومهندسيه والعمال الذين ساهموا في بناء الهرم الأكبر، إن هذه المعلومات تتيح للزوار فهمًا أعمق لتاريخ الحضارة المصرية القديمة.
في النهاية، تمثل زيارة متحف مراكب الملك خوفو فرصة فريدة للغوص في عالم الأثار، حيث يمكن للزوار رؤية المركب الأولى، ومتابعة عملية تجميع المركب الثانية، إن هذه التجربة التفاعلية تعزز من قيمة الزيارة وتجعلها ذكرى لا تُنسى، إن المتحف ليس مجرد مكان للاكتشاف، بل هو نافذة على تاريخ عظيم يستحق الاستكشاف.
