شهدت شوارع قنا، ليلة أمس، احتفالية مميزة بمناسبة انطلاق كرنفال مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية في دورته الأولى، وتجمعت أعداد كبيرة من المواطنين في الشوارع والميادين لمتابعة الفعاليات، حيث أضفت الأجواء الاحتفالية فرحة لقلوب الجميع، وأعادت للمدينة ذكريات التراث والهوية الصعيدية الأصيلة، وهو حدث يأمل الجميع أن يستمر ويحقق أهدافه الثقافية.
في لحظة افتتاح الكرنفال، توافد المئات لمشاهدة العروض الفنية المتنوعة التي قدمتها فرق الفنون الشعبية، وتفاعل الحضور بشكل كبير، مما يعكس شغفهم بالتراث القنائي، حيث عبر المنظمون بالحماس عن أهمية هذا الحدث الصغير في تجديد الروح الثقافية للمدينة، مؤكدين أهمية الفنون الشعبية في تقديم الهوية بأسلوب مبتكر وجذاب يتماشى مع العصر.
أعرب الأهالي عن فرحتهم البالغة بتنظيم هذه الفعاليات الثقافية في قنا للمرة الأولى، واعتبروا أن المهرجان يمثل منصة لإخراج المواهب الشبابية، حيث يسهم في تقديم الفنون الشعبية للأجيال الجديدة،ً ويرسخ الهوية الثقافية في نفوس الأطفال ويشجعهم على الاحتفاظ بها وتعزيزها عبر الأوقات.
واعتبر بعض المشاركين أن المهرجان يعد فرصة حقيقية لإبراز الطاقة الفنية التي تتمتع بها قنا، حيث أعرب الشاب أحمد عن فخره بتمثيل محافظته، مشيراً إلى أن الكرنفال منحهم منصة للتعبير عن إبداعهم في الفنون، مما يعكس الهوية الفنية الغنية التي يمتلكها الجنوب المصري، وهو ما يضفي قيمة مضافة على المشهد الثقافي.
كما كان لكبار السن والحرفيين دور بارز في الحدث، حيث انتبهوا إلى أهمية الحفاظ على الموروث الشعبي، وقال عبدالرحيم، أحد الحرفيين، إن المهرجان بمثابة إنطلاقة جديدة لعصر الاهتمام بالحرف اليدوية، وهو بحاجة إلى الدعم وتعزيز الوعي بأهميته، لتحقيق التوازن الثقافي ودعم الحرفيين الذين يمثلون جزءاً مهماً من التراث الثقافي للمدينة.
في ختام الكرنفال، تفاعل الحضور مع ما تقدم من عروض واستعراضات، حاملين ذكريات جميلة وأجواء احتفالية ساهمت في تعزيز روح الوحدة بين أبناء قنا، وقد كانت قنا تحتفل بتراثها الغني، مؤكدة بذلك على أهمية الاستمرار في دعم الفنون الشعبية والفعاليات الثقافية التي تعزز من انتماء الناس لموروثهم وتجعلهم فخورين بماضيهم.