تحسن ملحوظ في الإيرادات العامة خلال العام الماضي، بحسب وزير المالية

شهد العام الماضي طفرة ملحوظة في أداء الإيرادات العامة بمصر، حيث أكد الدكتور أحمد كجوك، وزير المالية، أن هذه النتائج جاءت دون فرض أي أعباء جديدة على المواطنين أو الشركات، وقد سجلت الضرائب ارتفاعًا بنسبة 36%، وهو أعلى معدل نمو منذ عام 2005، مما يعكس تحسن النشاط الاقتصادي وثقة مجتمع الأعمال في السياسات الحكومية، واعتبر كجوك أن ذلك يعد إنجازا كبيرًا يعكس الاستراتيجيات الفعالة المتبعة.

وأشار كجوك إلى التحديات التي تواجه الأسواق الناشئة، أبرزها ارتفاع تكلفة الاقتراض والديون العامة، لكنه أوضح أن المستثمرين أصبحوا أكثر قدرة على تقييم الإصلاحات، وقد اعتبرت مصر مثالاً حيًا لذلك، وأكد أن الانسجام بين الوزارات والهيئات يمثل قيمة مضافة تسهم بشكل كبير في تحسين فاعلية السياسات وتحقيق نتائج ملموسة بشكل أسرع، وهو ما يعكس التوجه الحكومي نحو تحقيق أفضل أداء اقتصادي ممكن.

تحدث كجوك عن سياسة الوزارة التي ترتكز على أربع ركائز أساسية، تشمل استعادة الثقة مع مجتمع الأعمال وتحقيق توازن بين الانضباط المالي ودعم النشاط الاقتصادي، بالإضافة إلى تعزيز الحماية الاجتماعية وتنمية رأس المال البشري، كذلك اصلاحات هيكلية تهدف إلى تحسين تنافسية الاقتصاد، وأكد أن النتائج الحالية هي بالتأكيد بداية لتحقيق المأمول، وليست النهاية.

وأشار الوزير إلى أن الحكومة ليست معنية فقط بسير المالي العامة، بل تسعى أيضًا لدعم الاقتصاد الحقيقي وتحفيز النمو وخلق فرص العمل، وأوضح أن القوة والمرونة الاقتصادية هما الضمان لاستقرار مالي قوي على المدى البعيد، مما يعكس التزام الحكومة بخلق بيئة إيجابية تتمتع بالاستثمار والنمو.

انتبه كجوك إلى أن الأسواق كانت أكثر سرعة من مؤسسات التصنيف الائتماني في تقييم الوضع الاقتصادي المصري، حيث انخفضت عوائد السندات في الأسواق الثانوية بشكل ملحوظ، مما يدل على ثقة المستثمرين في التوجهات الإصلاحية، ولفت إلى أن جودة المعلومات المتاحة للمستثمرين تسهم في تخفيض تصور المخاطر، وتعزز صورة الاقتصاد المصري على الساحة الدولية.

فيما يتعلق بالتعاون مع الدول الأفريقية، أشار كجوك إلى أهمية استقطاب الاستثمارات وتعزيز العلاقات التجارية، وذكر أن أفريقيا أصبحت مركزًا رئيسيًا للنقاشات الاستثمارية العالمية، حيث تتوجه الكثير من الشركات الوطنية لتنفيذ مشاريع كبرى في أفريقيا، مشددًا على ضرورة استغلال الموقع الجغرافي والتجاري لمصر كقاعدة صناعية ولوجستية تحقق التكامل مع الأسواق الأفريقية.

دعا كجوك الدول الأفريقية للتركيز على تعزيز استثماراتها بدلاً من انتظار المستثمرين، مؤكدًا على أهمية بناء علاقات مسبقة مع المستثمرين، وأشار إلى السيولة المالية الكبيرة في الأسواق الشرقية التي تبحث عن وجهات استثمارية، مما يتيح لمصر إمكانية الاستفادة منها من خلال أدوات مالية مبتكرة.

انتهى كجوك بالتأكيد على أهمية الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والتركيز على زيادة القدرة التنافسية، مشيرًا إلى أن المعايير الاقتصادية تبقى قوة حقيقية تستند إليها البلاد لتحقيق الاستقرار، وأبدى تفاؤله بشأن المستقبل رغم التحديات، معربًا عن رؤيته لتحقيق الاقتصاد المتين والطموح لضمان مستقبل أفضل للبلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

⚡ أدوات سريعة

الأقسام