في تصريح مثير خلال منتدى القاهرة الثاني، أعلن الدكتور فاروق سوسة، رئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في جولدمان ساكس، أن الدور التقليدي للذهب كملاذ آمن للتحوط لم يعد هو العامل الرئيس وراء ارتفاع أسعاره في الوقت الحالي، حيث تأثرت الرؤية التقليدية للاستثمار في الذهب بتغيرات كبيرة في الأسواق ومحركات جديدة تجعل من الاتجاهات العالمية لها أهمية متزايدة.
خلال كلمته في المنتدى الذي نظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية، أوضح سوسة أن هناك تحولاً في كيفية نظر الحكومات والمؤسسات إلى مصادر الثروة، فقد بدأت تلك الأطراف في استكشاف وسائل تخزين الثروة بعيداً عن الدولار، مما أدى إلى ازدياد الطلب على الذهب كبديل جذاب، وهذا الاتجاه الجديد ساهم في تغيير الديناميات التقليدية المرتبطة بأسعار الذهب.
كما أشار سوسة إلى أن الزيادة الملحوظة في مشتريات البنوك المركزية من الذهب تمثل دليلاً واضحاً على هذا التوجه، واعتبر أن هذه التحولات تمثل محركات طويلة الأجل مرتبطة بتوجهات واسعة وليست ذات صلة بمؤشر التقلب المعروف بمؤشر الخوف، ما أدى إلى تلاشي العلاقة الطردية بين اسعار الذهب ومؤشر (VIX).
أوضح سوسة أن تغير النظرة تجاه الدولار يتسارع بفعل سياسات جديدة مثل التعريفات الجمركية والعقوبات، مما دفع الدول في الجنوب العالمي لإعادة تقييم استراتيجيات إدارة الاحتياطيات الخاصة بها، وهذه التحولات تستدعي التفاؤل بشأن المستقبل باعتبارها تؤكد على أهمية التنويع الاقتصادي، مضيفاً في نهاية حديثه توقعاته بشأن الفائدة الأمريكية، حيث توقع خفضاً إضافياً بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر المقبل.