على ضفاف النيل في قلب مدينة نجع حمادي، يقف قصر الثقافة كمنارة للإبداع والفكر، يجسد تاريخًا يمتد لأكثر من خمسين عامًا من العطاء الثقافي والفني، حيث شهد مؤخرًا عملية تطوير شاملة أعادت له بهاءه، وجعلته قبلة للمهتمين بالمجالات الثقافية في صعيد مصر، عادت الحياة إليه بفضل خطة طموحة، تهدف لتحديث بنية ثقافية متكاملة.
منذ افتتاحه في عام 1973، كان قصر ثقافة نجع حمادي نافذة تطل على الإبداع، وأصبح نقطة التقاء للعديد من المبدعين، ومن خلال عمليات تجديد مبناه، التي أُجريت في عام 1999، أعيد افتتاحه عام 2004، وفي يونيو 2023 شهد القصر تحولًا ملحوظًا، حيث يسعى لتلبية احتياجات الشباب والطموحات الثقافية المعاصرة، ليكون نقطة انطلاق لمشاريع فنية جديدة.
يمتد القصر على مساحة تقدر بـ1276 مترًا مربعًا، حيث يتكون من ثلاثة طوابق تحمل العديد من الأنشطة الثقافية والفنية، الطابق الأرضي يحتضن قاعة سينما ومسرحًا مجهزًا بأحدث التقنيات، بالإضافة إلى نادي تكنولوجيا المعلومات الذي يقدم دورات بأسعار معقولة، واحتواء الجو العام على مكتبة عامة تهدف لزيادة الوعي والمطالعة في المجتمع.
يسعى قصر الثقافة إلى تقديم خدماته لأفراد المجتمع بشكل مجاني، حيث يفتح أبوابه للجميع، مؤكدًا على أهمية العدالة الثقافية، وتنمية المهارات الفردية، واكتشاف المواهب في مختلف مجالات الفكر والفن، من خلال الأنشطة المتنوعة والمبتكرة، التي تستهدف جميع الأعمار، وتساعد على تعزيز القيم الثقافية.
لم تدخر إدارة القصر جهدًا في دعم الحركة الفنية في المدينة، حيث تم اعتماد فرقة الإنشاد الديني التي تضم عددًا من الفنانين، وتأسيس فرقة موسيقى عربية جديدة، وقدمت هذه الفرق عروضًا مميزة أسعدت الجمهور في احتفالات وطنية، مما يعكس حيوية المشهد الفني والنشاط الثقافي في المدينة، ويعزز التفاعل الإيجابي بين الجمهور والفنون.
في هذا السياق، أشار عبد اللاه أبو المجد، مدير القصر، إلى أن القصر أصبح مركز إشعاع ثقافي يساهم في نشر الوعي وتنمية الهوية الثقافية، مؤكدًا أن التطورات المستمرة تعكس الالتزام الحكومي بدعم الفنون والثقافة، باعتبارهما أساسًا لبناء المجتمع المصري، والتقدم نحو مستقبل مشرق يحمل في طياته إبداعات جديدة.