في قلب القرى التي لا تزال تحافظ على طابعها الأصيل، تواصل بعض الأسر ممارسة حرفة من أعرق الحرف اليدوية، وهي صناعة المقاطف والعلايق، باستخدام مواد طبيعية مستخرجة من النخيل. هذه الحرفة تعكس تاريخًا ممتدًا من الإبداع والمهارة، وتعبر عن نموذج حي في الاعتماد على البيئة لتلبية احتياجات الحياة اليومية.
تعتمد صناعة المقاطف، المعروفة أحيانًا بـ”القفف”، على زعف النخيل، وتستخدم فيها أدوات من التراث يعرفها أبناء الحرفة مثل “المسلة”، و”الشلق”، و”الضفيرة”، و”القلوب”. كل جزء من خامات النخيل يُستغل بمهارة، لضمان إنتاج منتجات تعمل بكفاءة وتدوم طويلًا في خدمة الاستخدامات المختلفة.
في سوهاج، تستمر بعض الأسر في ممارسة هذه الحرفة التقليدية باعتبارها إرثًا ثمينًا. يقول عم محمد، أحد الحرفيين، “نتعامل مع النخيل وكأنه جزء من حياتنا”. المقاطف تُستخدم لحفظ الغلال، ونقل المؤن، وتتميز بخفة وزنها وقوتها، كما تُعتبر منتجات صديقة للبيئة لكونها مصنوعة كليًا من مواد طبيعية.
تمثل المقاطف جزءًا من الهوية الريفية، وتحافظ على قيمتها العملية والجمالية. تعمل بعض الأسر على تعليم الأجيال الجديدة هذه الحرفة للحفاظ عليها ولتوفير مصدر دخل يعتمد على المهارة الشخصية. تجد هذه المنتجات رواجًا في الأسواق والمعارض التراثية.
تُعد صناعة المقاطف مصدر إلهام في تطوير المنتجات البيئية والحرف اليدوية التقليدية. تبرز ككنز تراثي يمكن تطويره وتحويله إلى سياقات حديثة، سواء في السياحة البيئية أو دعم الحرف المحلية، مما يعزز من قيمتها الثقافية والتراثية.