شهدت أسعار النفط تراجعًا للأسبوع الثاني، وسط ضغوطات ناتجة عن زيادة الإنتاج ومخاوف من تأثر الطلب، حيث شهدت الأسعار ارتفاعًا طفيفًا يوم الجمعة بعد ثلاثة أيام من الانخفاض، ومع ذلك، لا تزال تسجل خسائر أسبوعية، مما يعكس حالة من الحذر في الأسواق وتحولات الطلب والعرض التي قد تؤثر على الاستقرار في الأسواق العالمية.
في التفاصيل، ارتفع سعر خام برنت بمقدار 28 سنتًا، أو ما يعادل 0.44%، ليصل إلى 63.66 دولارًا للبرميل، كما شهد خام غرب تكساس الوسيط زيادة بمقدار 29 سنتًا، أو 0.49%، ليبلغ 59.72 دولارًا للبرميل، ورغم هذا الارتفاع الطفيف، إلا أن كلا النوعين يتجهان نحو انخفاض بنحو 2% خلال الأسبوع، وذلك بفعل زيادة الإمدادات من كبار المنتجين في العالم.
تأتي هذه التحركات في الأسعار عقب تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الذي أظهر ارتفاعًا مفاجئًا في مخزونات النفط الأمريكية، حيث سجلت المخزونات زيادة نتيجة للواردات المتزايدة وانخفاض نشاط التكرير، بينما انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير، وهو ما يعكس حالة من عدم اليقين في الطلب في الأسواق الأمريكية.
تتزايد المخاوف أيضًا من انغلاق الحكومة الأمريكية وتأثيره السلبي المحتمل على الاقتصاد، فقد أصدرت الإدارة الأمريكية قرارات تؤثر على حركة الطيران بسبب نقص المراقبين الجويين، مما قد يؤثر على حركة السوق بشكل عام في الفترة القادمة، ما يعزز من الضغوطات على أسعار النفط العالمية ويثير قلق المشترين والمستثمرين بشكل خاص.
من جهتها، قررت منظمة أوبك وحلفاؤها زيادة إنتاج النفط في ديسمبر، مع تعليق أي زيادات إضافية في الربع الأول من العام المقبل، وذلك تفاديًا لحدوث تخمة في المعروض، وقد أدى ذلك إلى قيام المملكة العربية السعودية بخفض أسعار خامها بشكل ملحوظ، مما يعكس الاستجابة السريعة لزيادة المخزونات وتراجع الطلب.
في سياق آخر، تستمر العقوبات المفروضة على روسيا وإيران في إحداث اضطراب في إمدادات النفط، مما يدعم الأسعار في الأسواق العالمية، ومع ذلك، فإن انخفاض الأسعار نتيجة لزيادة الإنتاج قد يقوض هذا الدعم، في ظل إحصاءات تفيد بارتفاع واردات الصين من النفط الخام بنسبة 2.3% عن الشهر السابق، ما يبرز الحاجة المستمرة للموارد.
قائمة الأسعار:
- خام برنت: 63.66 دولارًا للبرميل
- خام غرب تكساس: 59.72 دولارًا للبرميل
تستمر التقلبات والحذر في السوق النفطية، الأمر الذي يجعل المراقبة الدقيقة لتوجهات الأسعار ضرورة ملحة للمستثمرين والمحللين على حد سواء، مع توقعات بمزيد من الصدمات بسبب عوامل متعددة.