بعد أكثر من 25 عامًا من الخدمة المستمرة، يستعد أكبر مختبر مداري للإنسانية، محطة الفضاء الدولية، لإنهاء رحلتها. مع اقتراب نهاية عام 2030، ستقوم ناسا وشركاؤها بإخراج المحطة من مدارها، في خطوة تحمل الكثير من التدابير الأمنية. سيجري الهبوط النهائي في نقطة نيمو، المعروفة بموقعها النائي في المحيط الهادئ، مما يضمن التخلص الآمن من بقايا المحطة.
نقطة نيمو هي منطقة في المحيط الهادئ تُعتبر أكثر الأماكن بعدًا على الكرة الأرضية عن أي سطح يابسي، ويطلق عليها لقب “مقبرة المركبات الفضائية”. هذا البعد يجعل من العودة إلى هذه النقطة خيارًا مثاليًا لإدارة الحطام الفضائي، حيث لا يُتوقع أن يؤثر ذلك على حياة الناس أو الممتلكات حول العالم. تحظى نقطة نيمو بعزلتها والتي تميزها، إذ تبعد حوالي 2688 كيلومترًا عن أقرب يابسة، مما يجعلها موطنًا دائمًا لإعادة دخول المركبات الفضائية.
عند خروج محطة الفضاء من مدارها، يتوقع المهندسون أن تتم العملية على مراحل، حيث ستنفصل الألواح والهياكل الخارجية أولًا قبل تفتت الوحدات الأساسية، ومن خلال الاحتراق الناتج عن الحرارة العالية ستختفي معظم المكونات في الغلاف الجوي، بينما الأجزاء الأكثر كثافة ستغرق في المحيط بشكل آمن.
صاروخ دراغون المعدل سيكون الأداة الأساسية لعملية الهبوط المُحكم، مما يُقدم نموذجًا يُحتذى به لإدارة خروج محطات الفضاء في المستقبل. ومع تزايد النشاط في المدار الأرضي، يُعتبر خروج محطة الفضاء الدولية إشارة إلى تحول نحو تطوير محطات فضائية تجارية جديدة واستراتيجيات فضائية متقدمة في سياق عالمي متغير.