تجذب الفروسية والخيل النفوس بسحرها قبل الأعين، إذ تعد جزءًا من العادات المتوارثة في جنوب الصعيد، خاصةً في محافظة قنا. العم أحمد عبد الله هو مثال حي على حب الفروسية، حيث يجتمع بجواده في جميع احتفالات المحافظة منذ أكثر من 40 عامًا. علاقته بالخيول ليست مجرد تربية بل هي ود ومحبة متبادلة.
يصف العم أحمد عشقه للخيل بعبارة “الخيل كيف في المخ أجوع أنا وهو يشبع”. على مدار السنوات، رَبَّى أنواعًا مختلفة منها العربية الأصيلة والهجينة. لقد شارك في المرماح والسباقات ودرّب الكثيرين على ركوب الخيل وطرق تربيتها. يؤمن أن الخيل كسائر الكائنات تحتاج إلى رعاية وطعام ومكان نظيف.
بدأ تعلم الفروسية صغيرًا واعتنى بخيله كصديق أو ابن. مع مرور الأعوام، جال في السباقات داخل وخارج قنا، ورعى خيوله باهتمام دائم. خلال السباقات وليالي الفرح، يكافئ جواده بمكعبات السكر لتحفيزه. ويؤكد أن تدريب الحصان على الرقص يحتاج للمهارة والصبر، فهو لا يسمح لأي شخص بالاقتراب من خيله، قائلاً: “لو تعب الفرس، أنا ممكن أتعب معاه.”
في الصعيد، الخيول العربية نادرة ولكنها تشارك في الاحتفالات، ويحب العم أحمد أن يطلق أسماء مميزة مثل “رعد” و”عنتر” على خيوله. ويهتم بعدم إخراجها في أوقات الحر الشديد، حفاظًا على صحتها وراحة باله.