في ليلة ديربي مثيرة بين الأهلي والاتحاد، أصبحت تصديات الحارس إدوارد ميندي حديث الجميع، تصدى لكرة رأسية أطلقها دانيلو بيريرا ببراعة كأنه أخطبوط عملاق، رغم مرور الكرة على مشارف الشباك، تدخل ميندي بأطراف أصابعه ليردها بعيدًا، انتهت المباراة بفوز الأهلي بهدف رياض محرز، لكن تصدي ميندي شكل اللحظة الفارقة التي سيتذكرها الجميع.
تاريخ ميندي يعد شهادة على صبره وتفانيه، بدأ مسيرته في أكاديمية لو هافر الفرنسية، قبل أن ينتقل إلى شيربورج في الدرجة الثالثة، هناك قضى أشهرًا يتدرب بمفرده، لكن مستقبله بدأ يتشكل عام 2018 مع رينز، حيث ساهم في بناء سمعة قوية بخمسة عشر شباكًا نظيفة، ومع تشيلسي، كتب تأريخًا لنفسه بفوزه بكأس دوري أبطال أوروبا 2021.
منذ صيف 2023، أصبح ميندي نجم الأهلي، حيث لعب أربعة وثلاثين مباراة في موسمه الأول، محققًا خمسة عشر شباكًا نظيفة ساهمت في تقدم الفريق إلى المركز الثاني في الدوري، وفي مايو 2025، أضاف إلى إنجازاته رفع كأس دوري أبطال آسيا، ثم تطور ليحقق كأس السوبر السعودي، في لحظات أبرزت حنكته كحارس مرمى.
في تلك اللحظات الحرجة بالديربي، كان ميندي يواجه ضغطًا كبيرًا، ليس مجرد هدف، بل نقاط كانت ستغير مسار الأهلي إلى المركز الخامس، في وسط ضجيج خمسين ألف مشجع، جددت الدفعة التي قدمها، رغم ذلك لم يظهر علامات الفرحة، بل أشار بهدوء إلى زملائه، كناقل رسالة عن عظمة التحدي الذي خاضه، إذ يبقى صامتًا هادئًا، لكن ببطولة مستمرة ومشوار حافل بالنجاحات.