يستمر المذنب 3I/ATLAS في جذب انتباه عشاق الفضاء وعلماء الفلك على حد سواء، فهو يمثل ثالث زائر بين النجوم إلى نظامنا الشمسي، واكتُشف للمرة الأولى في يوليو الماضي، وفي نهاية أكتوبر الماضي، اقترب أكثر نقطة له من الشمس، حيث التقطت ثلاث مركبات فضائية صوراً مثيرة أثناء مروره السريع بجوار الشمس، وهذا يبرز أهمية متابعة هذه الظواهر الفلكية الغامضة.
تشير الأبحاث إلى أن المذنب 3I/ATLAS شهد ما يعرف بـ “السطوع السريع”، وهو شيء لا يُرى عادة في المذنبات عندما تقترب من الشمس، في دراسة نشرت على موقع arXiv، اكتشف العلماء أن المذنب يختلف من حيث اللون حيث ظهر بلون أزرق بشكل واضح، وهذا يتناقض مع الملاحظات السابقة التي كانت تشير إلى أن غبار المذنب كان يظهر بلون أحمر، ورغم ذلك، صرح أحد الباحثين بأن هذه الملاحظات لا تعني تغيير اللون بشكل جذري.
كما ذكر تشيتشنج تشانج، الباحث في مرصد لويل في أريزونا، أنه لا يوجد دليل على تغير ألوان هالة الغاز المتصلة بالمذنب، مضيفاً أن الهالة الغازية تساهم بشكل كبير في سطوع المذنب الكلي، وهذا يوضح أن الملامح الأساسية للمذنب لا تزال كما هي بينما تتغير بعض التفاصيل، وهو أمر مثير للاهتمام بالنسبة لعالم الفلك.
تعتبر المذنبات كرات من الجليد المتجمد، عندما تقترب من الشمس، تبدأ غازاتها المتجمدة بالتحول من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية، مما يخلق هالات من الغاز مع ذيل لامع، الفلكيون الهواة قاموا بالتقاط صور متعددة للمذنب، حيث يمكن رؤية ذؤابته الغازية باللون الأزرق والأخضر، مما يثير المزيد من الأسئلة حول تكوينه ولماذا يحدث ذلك.
تجذب الظاهرة الفضائية الكثير من التكهنات والأفكار المتطرفة، بما في ذلك نظريات مؤامرة تتحدث عن طبيعة المذنب الحقيقية، في حين أن العالم ينتظر بفارغ الصبر اقترابه من الأرض، فإن المذنب 3I/ATLAS سيصل إلى أقرب مسافة له من الأرض في 19 ديسمبر القادم، على بُعد حوالي 167 مليون ميل، مما سيوفر فرصة جيدة للمراقبة والدراسة.