بدلة مبتكرة تمكن رواد الفضاء من اكتشاف القمر والمريخ بفاعلية متزايدة

تطورت تقنية بدلات الفضاء بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، مما ساعد رواد الفضاء في التغلب على التحديات الميكانيكية المرتبطة بالتحرك في بيئات فضائية قاسية، فبدلة الفضاء التقليدية توفر الحماية اللازمة، لكنها تعوق الحركة، وتُعتبر البدلة الجديدة المزودة بعضلات اصطناعية حلاً مبتكرًا لهذه المشكلة، حيث يجب أن تسهم هذه البدلة في تعزيز قدرة الرواد أثناء استكشافهم للقمر والمريخ.

أجرى فريق من الباحثين مهمة اختبار بدلة جديدة في أستراليا، تم تصميم البدلة خصيصًا لتسهيل الحركة بفضل وجود العضلات الاصطناعية، ويقول إيمانويل بولفيرينتي، الباحث من جامعة بريستول، إن الهدف هو أن تمهد هذه التقنية الطريق نحو تطوير أنظمة روبوتية قابلة للارتداء تمكن الرواد من تقليل التعب أثناء العمل، ومن المقرر أن تجعل بدلة الفضاء أكثر كفاءة وفاعلية.

تاريخيًا، كانت ناسا قد طورت هيكلًا خارجيًا مشابهًا يُدعى X1 قبل أكثر من عقد، ومع ذلك تأتي هذه البدلة الجديدة بتصميم مبتكر، حيث تتكون العضلات الاصطناعية من طبقتين توفران مرونة وقوة، بما في ذلك استخدام الكيفلار لتعزيز القوة داخل مناطق حساسة مثل الركبتين والخصر، مما يسعد الرواد بتجربة حركة أكثر سلاسة وراحة.

خلال تجربته في أستراليا، زار بولفيرينتي موقعًا أطلق عليه “CRATER”، وهو بمنزلة نموذج للاختبار البيئي للقمر، حيث تم اختبار البدلة في ظروف قريبة من تلك الموجودة على سطح القمر، وقد أتاح هذه البيئة للباحثين تقييم مدى فعالية البدلة، ولذلك يُعتبر هذا المشروع خطوة هامة نحو تحقيق نجاحات مستقبلية في أنشطة الفضاء.

اختبر الرواد التناظريون بدلة بولفيرينتي من حيث سهولة الحركة وخصائص الأداء الآلي، مع اهتمام خاص بمدى الراحة أثناء المشي والتسلق، ورغم أن هذه التقنية ما زالت في المراحل الأولى، يعبّر بولفيرينتي عن الأمل في اختبار البدلة في محطة الفضاء الدولية قبل عام 2030، مما قد يكون دافعًا قويًا لتطورات مستقبلية في استكشاف الفضاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

⚡ أدوات سريعة

الأقسام