كشفت دراسة جديدة عن أن مواقع الويب التي تُعنى بمؤتمرات الأطراف المعنية بتغير المناخ تُصدر انبعاثات كربونية تفوق عشرة أضعاف ما تصدره الصفحات العادية، وتوضح الأبحاث، التي تزامنت مع قمة الأمم المتحدة للمناخ المنعقدة في البرازيل، أن هذه الانبعاثات شهدت زيادة مقلقة مع ارتفاع متوسطها بنسبة تتجاوز 13 ألف بالمئة على مدار ثلاثين عامًا، مما يسلط الضوء على بعد جديد في المناقشات حول تغير المناخ.
وفقًا لموقع “ديلي ميل”، يُتوقع أن تُنتج الصفحة الخاصة بمؤتمر هذا العام حوالي 313 كيلوجرامًا من ثاني أكسيد الكربون، وهي كمية تعادل الكربون الذي تحتاجه 15 شجرة ناضجة لامتصاصه سنويًا، هذه الزيادة الكبيرة تعود جزئيًا للنمو السريع في تقنيات الحوسبة واستخدام الإنترنت، ورغم ذلك، تبقى البصمة الكربونية لمواقع مؤتمر الأطراف أعلى بكثير من المتوسط الوطني لمواقع الويب العادية، وفقاً للخبراء.
البروفيسورة ميليسا تيراس من جامعة إدنبرة أضافت أن تلك النتائج تتعلق بشكل رئيسي بالطريقة التي تشتمل بها صفحات مؤتمرات الأطراف على محتوى يتطلب طاقة حوسبة أكبر، كالصورة والفيديو عالي الدقة، وقد بدأت الدراسات في تقييم تأثير هذه المحتويات على البيئة، خاصةً أن الكثير من المهتمين بقضايا البيئة قد يتجاهلون هذا الجانب.
في سياق ذلك، رصد الفريق بيانات أرشيف الويب لتحديد التغيرات في البصمة الكربونية لمواقع مؤتمر الأطراف عبر الثلاثين سنة الماضية، وكشفت النتائج، التي نُشرت في مجلة PLOS Climate، أن الانبعاثات كانت طفيفة خلال السنوات الأولى، حيث سجلت 0.02 جرام من الكربون لكل زيارة، ولكن الوضع تغير بدءًا من مؤتمر الأطراف الخامس عشر، الذي شهد زيادة حادة في الانبعاثات.
بدأ موقع المؤتمر في إصدار أكثر من 2.4 جرام من الكربون لكل زيارة في المتوسط، بالمقارنة مع متوسط مواقع الويب العادية التي تُصدر 0.36 جرام فقط، وهذا يبين الفرق الشاسع بين المواقع، حيث أن الذكاء الاصطناعي يجذب الانتباه بينما تبقى مواقع الويب عاملاً محورياً في التأثير البيئي للإنترنت.
اقترحت الدراسة مجموعة من الحلول لتقليل البصمة الكربونية لمواقع هذه المؤتمرات، من بينها تحسين التصميمات وتحديد أحجام الصفحات، واستضافة المواقع على خوادم تستخدم الطاقة المتجددة، مما يؤكد الحاجة إلى الوعي البيئي حتى بين المنظمات التي تتبنى قضايا المناخ بجدية.