علماء الفلك يرصدون إشارة غريبة من النجم الزائر 3I/ATLAS قبيل اقترابه من الأرض

في تطور مثير لعالم الفلك، تمكن علماء الفلك من رصد إشارة راديوية غير معتادة قادمة من الجسم الزائر بين النجوم المعروف باسم 3I/ATLAS. حدث هذا الرصد خلال اقترابه من نظامنا الشمسي، حيث كشف تلسكوب ميركات الراديوي في جنوب إفريقيا عن وجود مجموعة من الجزيئات. ويقول البروفيسور آفي لوب، الذي يدرس هذا الجسم الغامض منذ الصيف، إن هذه الجزيئات تُصدر بصمة راديوية يمكن اكتشافها بواسطة تلسكوبات متخصصة.

وفقاً لما أوردته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أظهر تحليل البيانات أن جزيئات الهيدروكسيل تتحرك بسرعة تصل إلى 61 ميلاً في الثانية بالنسبة للأرض. جاء هذا الاكتشاف بعد أيام من اقتراب 3I/ATLAS من المستوى المداري للأرض، ما سهل عملية مراقبته. الصور التي تم التقاطها في 9 نوفمبر أظهرت المذنب وهو يقذف نفاثات هائلة من المواد إلى الشمس، مما يعكس سلوكاً غير عادي يثير تساؤلات كبيرة.

الحجم الكبير لنفثات 3I/ATLAS يطرح تساؤلات حيوية، فعادة ما يتحرك المذنب الطبيعي بشكل أبطأ بكثير، ما يجعله يأخذ وقتًا أطول للوصول إلى المسافات المرصودة. تحركات النفثات الحالية تشير إلى خصائص استثنائية وخروج عن الأنماط الطبيعية، ما يعني إمكانية وجود حدث غير عادي يتطلب مزيدًا من البحث.

البروفيسور لوب أشار إلى أن هذه البيانات تمثل تحديًا لفهم المذنبات الطبيعية، فسرعة السطوع وفقدان الكتلة تشير إلى أن هناك شيئًا غير تقليدي في هذا الجسم. وتناولت أبحاث الفلك الأخيرة أن عمليات الرصد المخطط لها باستخدام تلسكوبات فضائية مثل هابل وويب ستتيح للعلماء قياس الخصائص التفصيلية لهذا الجسم، عبر تحديد سرعة وتركيب وكتل النفاثات.

التجارب المستقبلية قد تساعد في توضيح ما إذا كان 3I/ATLAS يمثل مذنبًا جليديًا تقليديًا أو إذا كان يعتمد على تكنولوجيا دفع حديثة، مثلما تقترح بيانات الرصد. البروفيسور لوب أضاف أن هذه الزاوية تعد فرصة نادرة لدراسة الأجسام بين النجوم، مشيرًا إلى أن دمج البيانات الراديوية والبصرية يسلط الضوء على الديناميكية الفريدة لهذا الجسم الغامض، ويشكل تحديًا كبيرًا لفهمنا للمذنبات بشكل عام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

⚡ أدوات سريعة

الأقسام