شهد حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته السادسة والأربعين أجواء رائعة الحقيقة، فقد جمع هذا الحدث الكبير مجموعة من أبرز نجوم الفن والثقافة في العالم العربي والعالمي كما عادت السجادة الحمراء لتضيء أمام كوكبة من الفنانين، وتمثل هذه المناسبة بداية جديدة لمصر في تقديم أعمال فنية ذات رؤية مبتكرة ومتنوعة، حيث يحتفل المهرجان بتاريخ عريق يمتد لعدة عقود.
في إطار الفعاليات، ألقى حسين فهمي رئيس المهرجان كلمة مؤثرة تعكس أهمية السينما في التعبير عن قضايا المجتمع، وأشاد بدور الفن في تعزيز القيم الإنسانية والسلام، فقد أكد أن المهرجان يمثل منصة لتبادل الثقافات ويعزز من العلاقات بين الدول العربية، مما يساهم في دعم فكرة السينما كوسيلة للتقارب بين الشعوب والنهوض بحركة الفن.
فتحت أبواب المتحف المصري الكبير في هذا السياق، حيث تم تنظيم عرض خاص للعمل البرازيلي “المسار الأزرق”، الذي حقق نجاحًا كبيرًا ولاقى استحسان الجمهور، وتنوعت الفقرات الفنية بين الموسيقى وعروض الأداء لخلق تجربة بصرية مدهشة للحضور، هذا وقد عكس الحفل روح التعاون الفني بين مصر والدول الأخرى، ويعكس إبداع السينما في تناول موضوعات شائكة.
من جهته، عبّر المهرجان عن التزامه بتسليط الضوء على قضايا مثل القضية الفلسطينية من خلال العديد من العروض والنقاشات، حيث تسلط الأفلام المشاركة الضوء على التجارب الإنسانية المعقدة وتعكس آثار الصراعات المختلفة على المجتمعات، مما يجعل من السينما وسيلة فعالة للتوعية وتحفيز الحوار حول القضايا المهمة.
يُعتبر مهرجان القاهرة السينمائي من أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة، وينتظر الجمهور بفارغ الصبر الكشف عن الأفلام الجديدة والمواهب الصاعدة، تساهم هذه المناسبات في بناء جسر للتواصل بين الثقافات المختلفة، وتؤكد قيمة الفن كوسيلة تعبير إنسانية تعبر عن واقع وتجارب الشعوب ومثال على ذلك مشاركة نجوم مثل ليلى علوي ولبلبة الذين جعلوا من الحدث ذكرى مميزة.
لقد كانت الدورة 46 من المهرجان خطوة جديدة نحو استكشاف آفاق فنية جديدة، وتقديم محتوى سينمائي يعكس تحديات العصر الحديث، كما تواصل مصر تقديم إرثها الثقافي والفني للعالم، مما يعزز مكانتها كمركز حضاري في قلب العالم العربي، يأمل الجميع في تحقيق المزيد من النجاحات في السنوات المقبلة.