سجلت حالات الإصابة بحمى الضنك في المملكة تحولًا ملحوظًا، حيث تراجعت من 1684 حالة في يناير الماضي إلى 109 حالات فقط في ديسمبر، وهو ما يمثل انخفاضًا مذهلاً بنسبة تجاوزت 93%، ويتضح من التقرير الحديث الصادر عن وزارة الصحة أنه تم تحقيق هذا التقدم بفضل الجهود المستمرة في مكافحة النواقل وتحسين أنظمة الترصد الوبائي.
تظهر الأرقام أن شهر يناير كان الأكثر تأثيراً على انتشار حمى الضنك، إذ شهد أعلى معدل إصابة بهذا المرض، وهذا يتماشى مع الزيادة الموسمية المعروفة التي تحدث عادةً مع هطول الأمطار، إلا أن الانخفاض الملحوظ في الأشهر التالية يدل على أن التدخلات الإسعافية كانت فعّالة وكسر حلقة انتشار العدوى.
خلال الفترة من فبراير إلى أغسطس، رصدت البيانات انخفاضًا مطردًا في حالات الإصابة، إذ هبطت الأرقام من 1072 حالة في فبراير إلى 111 قضية فقط في أغسطس، هذا التراجع يشير إلى نجاح استراتيجيات مكافحة حمى الضنك، بما في ذلك حملات الرش وتوعية المجتمع بأهمية الوقاية.
خلال الفترة الأخيرة من العام، استمرت معدلات الإصابة في الانخفاض، ووصلت إلى 109 حالات في ديسمبر، وهو ما يعكس نجاح البرامج الصحية في تحقيق استقرار مستدام، مما يعزز من فرضية السيطرة المستمرة على المرض وهو أمر مشجع في مواجهة التحديات المستقبلية.
تعتبر جهود وزارة الصحة والبلديات عاملاً محوريًا في هذا النجاح، حيث تم تعزيز الرصد والتوعية المجتمعية لحماية الأفراد من الإصابة، وابتكرت برامج جديدة لمكافحة نواقل الأمراض، فكل هذه العمل الجاد يهدف إلى تأمين بيئة صحية خالية من المخاطر.
مع ذلك، حذر الخبراء من أن حمى الضنك تظل من الأمراض المتقلبة التي قد تعاود الظهور، لذا فإن الحفاظ على هذا المستوى المنخفض يتطلب تواصل الجهود وتكامل العمل الصحي مع الجهات المعنية، كما أن الاختلاط الجيني لسلالة بعوضة “Aedes aegypti” يُعد تحديًا إضافيًا يتطلب رفع مستوى الاستعداد لمواجهة أي انتكاسات مستقبلية.