تكشف صورة جديدة للجسم الزائر بين النجوم 3I/ATLAS عن ظواهر مثيرة تتعلق بالنشاط المتزايد له، حيث أظهرت الصورة التي التُقطت باستخدام مشروع التلسكوب الافتراضي في مانسيانو بإيطاليا، أن طول الذيل الأيوني للجسم قد ازداد بشكل ملحوظ، ويثير هذا الاكتشاف جدلًا حول خطورته المحتملة، البعض يرى أنه قد يكون مركبة فضائية بدلًا من أن يكون مذنبًا عاديًا، وهو ما يكشف عن مخاوف واسعة تخص الفضاء.
وفقا لموقع “space”، يُعرف المذنب بأنه جسم جليدي صغير يدور في النظام الشمسي، يظهر بشكل لافت عندما يقترب من الشمس، فينتج ذيلًا من الجليد المذاب والغبار، ويقول جيانلوكا ماسي، مؤسس مشروع التلسكوب الافتراضي وعالم الفلك، إن البحوث الأخيرة أظهرت تحسنًا ملحوظًا في الذيل الأيوني للجسم، مما يشكل نقطة انطلاق جديدة لعلماء الفلك لدراسة الأنماط الفيزيائية لهذا المذنب.
يتشكل الذيل الأيوني عندما تقوم الأشعة فوق البنفسجية من الشمس بإزالة الإلكترونات من جزيئات الغاز المنبعثة من المذنب، مما يخلق أيونات مشحونة تتفاعل مع الرياح الشمسية، ويُصنف الذيل الأيوني على أنه يشير دائمًا بعيدًا عن الشمس، بمظهره الأزرق بينما يظهر ذيل الغبار بلون مختلف، ما يتيح فرقة واضحة بينهما في صور المذنب.
الذيل المضاد الذي يمكن رؤيته في الصورة يعكس الجانب الآخر من هذا الجسم النادر، مما يتيح معلومات قيمة حول طريقة حركة المذنب عبر الفضاء، ويشير التحليل إلى أن 3I/ATLAS يُظهر نشاطًا متزايدًا نتيجة تفاعله المستمر مع حرارة الشمس، وهو ما يمكن العلماء من استنتاج المزيد حول تكوينه المادي.
مع هذا الرصد، يُعتبر 3I/ATLAS ثالث جسم بين نجمي يتم اكتشافه، بعد 1I/’Oumuamua و2I/Borisov، ويُسجل أن الجسم ساطع بما يسمح بمراقبته بالتفصيل، مما يتيح للعلماء فرصة فريدة للتأمل في سلوكه بين النجوم، وتحديداً في ظل تأثير الشمس، وتعد هذه معلومات قيمة لكشف الغموض حول تطور المذنبات المختلفة التي تتواجد بالخارج.
تظهر البيانات الأولية أن المذنب قد يحتوي على نسبة مرتفعة من جليد ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يُعتبر دليلًا محتملاً حول الظروف السائدة في النظام الكوكبي الذي تكون فيه، بل ويُوفر أيضًا معلومات غاية في الأهمية حول كيفية نشوء وتطور المذنبات بعيدًا عن نظامنا الشمسي.
