أكد الدكتور محمود محيي الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، أن مصر تمتلك مقومات كبيرة للنمو والتقدم، ومن أبرزها الزخم السكاني والتنوع الاقتصادي، ومع ذلك، يتطلب تحقيق التنمية تضافر الجهود والأفكار المستمدة من تجارب دول تقدمية حول العالم، خاصة دول مجموعة الآسيان، حيث يجب أن نعتمد على الاستمرارية والتراكم الزمني لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي محاضرة ألقاها بمقر المجمع العلمي المصري، أشار محيي الدين إلى أهمية فهم الماضي واستشراف المستقبل لتحقيق التقدم المنشود، وبين أن مركز الثقل الاقتصادي قد انتقل عبر العصور من الشرق إلى الغرب والآن يعود مرة أخرى إلى الشرق مع دور بارز لكل من الصين والهند، ما يسلط الضوء على ضرورة التعلم والاستفادة من هذه التجارب.
كما أوضح محيي الدين أن نجاح الصين والهند في القضاء على الفقر المدقع قد أسهم في تحسين مستويات المعيشة للطبقات الأقل دخلًا وزيادة حجم الطبقة الوسطى، بينما شهدت الطبقة الوسطى في أوروبا والولايات المتحدة تراجعًا ملحوظًا، وهذا يمثل تحذيرًا للعالم من الآثار السلبية المترتبة على الأزمات المالية ولا سيما بعد الأزمة العالمية في ٢٠٠٨.
وفي سياق حديثه عن اتجاه العالم نحو الشرق، قال محيي الدين إن هذه التحولات تعني أيضًا زيادة احتمال حدوث صراعات جيوسياسية، حيث يميل الغرب إلى عدم قبول الهيمنة الشرقية في مجالات التقدم والازدهار، مما يتطلب استجابة سريعة من الدول المختلفة لمواكبة هذه التغيرات عبر الابتكار والاستثمار في المستقبل.
وتطرق محيي الدين إلى التحديات التي تعترض تحقيق التنمية المستدامة، مثل التحولات الديمغرافية والتغير المناخي، مؤكداً أن مواجهة هذه المعيقات تتطلب استثمارًا فعّالًا في التعليم والرعاية الصحية والتكنولوجيا، مشددًا على أهمية التحول الأخضر والرقمي كستراتيجية للتقدم.
واختتم محيي الدين محاضرته بالإشادة بمبادرة “حياة كريمة” في مصر، التي تمثل نموذجًا ناجحًا لتوطين التنمية، مطالبًا بمزيد من الدعم المالي لتعزيز الجهود الرامية للنمو والتنمية، وكل ذلك يسهم في وضع مصر في مكانة متميزة بين الدول المتقدمة.
في ختام اللقاء، قام الدكتور فاروق إسماعيل، رئيس المجمع العلمي، بتقديم شهادة عضوية للدكتور محيي الدين ودرع المجمع، كتقدير لمساهمته القيمة في مجالات التنمية المستدامة.