في عصر التقنيات الحديثة، يزداد الشعور لدى الكثيرين بأن هواتفهم “تستمع” إليهم ، فعندما تتحدث عن موضوع معين، قد تكتشف فجأة ظهور إعلانات أو صفحات مرتبطة بهذا الموضوع على وسائل التواصل الاجتماعي أو محركات البحث، مما يثير تساؤلات عديدة حول الأمان والخصوصية، فهل حقًا هناك تنصت على المحادثات أم أن هناك تفسيرًا علميًا أمثل لذلك؟
تعد الإجابة على هذا التساؤل عبارة عن مزيج من عدة عوامل تكنولوجية ، أهمها تتبع سلوكك الرقمي وملفات تعريف الارتباط وخوارزميات الإعلانات المستهدفة ، فعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو مخيفًا، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة وجود تنصت فعلي على حديثك، فالتكنولوجيا التي تدعم هذه الآليات تقدم رؤى حول اهتماماتك بناءً على نشاطاتك السابقة.
على سبيل المثال، تعتمد مواقع الإنترنت والتطبيقات على تتبع سلوكك على الشبكة، فعندما تبحث في محرك بحث أو تتفاعل مع منشورات معينة، فإن هذه الأنشطة تُسجل لتعطي الشركات فكرة دقيقة عن اهتماماتك، مما يمكّنهم من عرض محتوى مرتبط بذلك، وهذا يُعتبر سببًا رئيسيًا لظهور الإعلانات المستهدفة.
كما تستفيد المواقع من ملفات تعريف الارتباط لجمع بياناتك من مختلف المواقع، وبالتالي يتم تخصيص الإعلانات والمحتوى بناءً على هذه المعلومات الموسعة، وفي نهاية المطاف، حتى التطبيقات التي لا تقدم أي تنصت مباشر تعتمد على خوارزميات تتوقع اهتماماتك بناءً على سلوكك الرقمي.
على الرغم من إمكانية استخدام بعض التطبيقات لإذن الوصول إلى الميكروفون لتحليل البيئة الصوتية، فإن الكثير من الشركات الكبرى تنفي استخدام هذه الطريقة بشكل منظم، مما يؤكد عدم وجود تنصت منهجي على محادثات الأفراد. إذا كنت تشعر بالقلق من حول خصوصيتك، يمكنك اتباع بعض الخطوات البسيطة للحد من استهداف الإعلانات.
يُنصح أولاً بمراجعة أذونات التطبيقات على جهازك وإلغاء الوصول إلى الميكروفون للتطبيقات غير الضرورية، كذلك يمكنك إيقاف تتبع نشاطك خارج التطبيقات عن طريق إعدادات الخصوصية، واستخدام متصفحات تركز على تعزيز الخصوصية مما قد يساعد على تقليل تتبع المواقع.
يمكنك أيضًا البحث عن أدوات تحسب الخصوصية وتقلل من تتبع سلوكك، فرغم الفوائد التي تقدمها التكنولوجيا، إلا أن الوعي بخيارات الخصوصية هو أمر نحن بحاجة له في عالم رقمي دائم التطور، يجب أن نكون دائمًا على دراية بكيفية حماية معلوماتنا.