كشف تقرير حديث عن واقع مخيف يتعلق بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، فوفقًا لتقديرات الخبراء، من المتوقع أن تصل هذه الانبعاثات إلى 38.1 مليار طن بحلول عام 2025، وهذا يزيد بنسبة 1.1% عن العام السابق، تستند هذه التوقعات إلى بيانات أولية ونماذج حاسوبية، وإذا تأكدت دقتها، فإنها ستشكل رقمًا قياسيًا تاريخيًا، يأتي هذا في وقت تشهد فيه الجهود العالمية للتقليل من انبعاثات الكربون تحديات جسيمة.
العنصر الأساسي وراء تلك الزيادة هو الطلب المتزايد على الطاقة، مما يدفع الدول إلى الاعتماد على الوقود الأحفوري، ورغم تحسن بعض الدول في خفض انبعاثاتها، لا يزال الطلب العالمي يتزايد، وفقًا لموقع “ديلى ميل” البريطاني، أظهرت المملكة المتحدة إمكانية النمو الاقتصادي مع خفض انبعاثات الكربون، ومع ذلك، يظل الضغط لزيادة استهلاك الطاقة يمثل عقبة أمام التقدم الفعال نحو تحقيق أهداف المناخ.
في تعليق له، أشار جلين بيترز، باحث في مركز سيسرو لأبحاث المناخ في أوسلو، إلى أن انبعاثات الكربون تمضي في اتجاه تصاعدي، مبينًا ضرورة تحسين أداء الدول في هذا الصدد، ولفت إلى أهمية التقنيات النظيفة كوسيلة فعالة من حيث التكلفة لخفض الانبعاثات مقارنة بالوقود الأحفوري.
تقرير “ميزانية الكربون العالمية”، الذي شارك فيه أكثر من 130 عالمًا، يعكس هذا الواقع القاسي، فقد أعرب البروفيسور بيير فريدلينجشتاين عن قلقه من أننا سنجاوز حدود الـ 1.5 درجة مئوية، لذا يتوجب على الدول التحرك بجدية أكبر لتحقيق أهداف اتفاقية باريس المتعلقة بالمناخ.
تتطلب اتفاقية باريس الحفاظ على رفع درجات الحرارة فوق مستواها التاريخي، ومع استمرار زيادة الانبعاثات، أصبح من الواضح أنه من الصعب تحقيق هذا الهدف، كما أكد البروفيسور فريدلينجشتاين، لذا تتجه الأنظار الآن نحو ضرورة خفض الانبعاثات بشكل جذري لحماية كوكب الأرض والحفاظ على مستقبلنا.