يدور في وادي السيليكون مشروع مبتكر يلفه السرية، يستهدف تعديل الجينات البشرية لضمان ولادة أطفال خالين من الاضطرابات الوراثية، ويقوده سام ألتمان، رئيس شركة OpenAI، وزوجه أوليفر مولهيرين، حيث استثمر الزوجان ملايين الدولارات في شركة ناشئة تسمى Preventive، بالرغم من الجدل الكبير الذي تحيط به هذه التقنية الحديثة من نواحٍ قانونية وأخلاقية، مما أثار قلق المجتمع العلمي.
تُعتبر Preventive إحدى الشركات الناشئة البارزة في مجال التكنولوجيا الحيوية، يشمل دعمها عدد من الشخصيات المؤثرة، مثل برايان أرمسترونغ، الرئيس التنفيذي لشركة Coinbase، حيث تسعى الشركة إلى تطوير تقنية مبتكرة تُتيح للعلماء إعادة صياغة الخريطة الجينية للأجنة، لتفادي الاضطرابات الوراثية الخطيرة، يعتبر هذا الإنجاز خطوة محورية رغم المخاطر المحتملة التي قد ترافقها.
يؤمن بعض الخبراء أن تعديل الجينات قد يُحدث ثورة في مجال الطب ويخلص البشرية من العديد من الأمراض الوراثية، ومع ذلك، تُطرح تساؤلات حول مدى سلامة هذا المجال، حيث يُخشى أن يؤدي أي خطأ في تعديل الجينات إلى عواقب غير متوقعة تمتد لعقود، مما يستدعي قلق مجتماعتنا.
تعطي مسألة الأطفال المُعدّلين وراثيًا طابعًا مثيرًا للجدل، فببساطة، يهدف تعديل الجينات إلى إزالة الأجزاء المعيبة من الحمض النووي، عبر استخدام أدوات مثل كريسبر، لمحاربة الأمراض الوراثية، ويستحضر ذلك التساؤلات حول الانقسامات الاجتماعية التي قد تنشأ إذا تحقق هذا الأمر، إذ إن الأثرياء فقط قد يقتنون أطفالًا مُصممين بحسب مواصفات معينة.
مع أنّ اختبار هذه التقنية يحمل إمكانيات مبتكرة، إلا أن تطبيقها الفعلي لا يخلو من المخاطر الأخلاقية والعلمية، فقد أصدرت الهيئات التنظيمية تحذيرات تحث على عدم استخدام هذه التقنية نظرًا لندرتها في الأمان. وعلى الرغم من ذلك، تواصل شركة Preventive العمل في إطار مسؤول، حيث تستهدف الوقاية من الأمراض فقط، دون النظر في تحسين الصفات البشرية، مما يحتاج إلى وضع ضوابط صارمة لضمان الاستخدام الأخلاقي.
في النهاية، يبقى مستقبل هذه التقنية موضع ترقب، حيث تسعى Preventive لتطوير حلول مبتكرة مع الحفاظ على الأبعاد الأخلاقية التي ترافق هذه الإنجازات العلمية، ويظل التساؤل قائمًا حول كيفية تحقيق التوازن بين التطور التكنولوجي والمبادئ الأخلاقية الأساسية.