تمكّن المصري القديم من إبداع فنون متنوعة، بما في ذلك الحرف اليدوية التي توثقت تفاصيلها على جدران مقبرة بيتوزيرس بتونا الجبل. هذه المقبرة تعد شاهدًا على براعة المصري القديم في العديد من الصناعات مثل الذهب والنبيذ وفنون التلوين، إلى جانب مشاهد الحياة اليومية كالزراعة والحصاد التي تُظهِر الإبداع المستمر في تلك الحقبة.
بحسب فرج الجهمي، المدير السابق لمكتب تنشيط السياحة، فإن المدخل إلى مقبرة بيتوزيرس يعكس فنًا إبداعيًا بارعًا يتمثل في مشهد تنظيف وصقل الحلي الذهبية. هذا المشهد من الصالة الأولى للكاهن بادي-أوزير يجمع بين الفن المصري القديم واليوناني والفارسي، مشيرًا إلى اهتمام المصري القديم بالحلي لكلا الجنسين، كما اكتشف عالم الآثار چوستاف ليفيفر الكثير من الخواتم الذهبية.
في بئر الدفن الخاص بالمقبرة، تتجلى مشاهد صناعة النبيذ من العنب. العمال، الذين كانوا معظمهم غير مصريين، قاموا بجمع العنب وعصره باستخدام وسائل يدوية بسيطة. هذا النشاط يُظهِر التفاعل الثقافي والتنوع الذي كان سائدًا خلال تلك الفترة، ويعكس دور الشباب في هذه العمليات.
المقبرة تُقدِّم أيضًا مناظر توضح صناعة الأثاث الجنائزي بتفاصيل دقيقة. تتواجد مشاهد للحرفيين المهرة وهم يصنعون الأثاث باستخدام أدوات مختلفة، مثل النحت على الخشب وكتابة الأسماء والألقاب. هذا العمل يُعتَبر تجليًا لفن راقٍ ورائع، يعكس مدى الدقة والمهارة التي تميز بها العمل الحرفي في مصر القديمة، حيث كان الكاهن بيتوزيرس حريصًا على إعادة الحياة لهذه الحرف وتعليم الأجيال الجديدة.