شهد قطاع الأدوات المنزلية في مصر تطوراً ملحوظاً خلال السنوات القليلة الماضية، حيث أعلن محمد العايدي، وكيل المجلس التصديري للصناعات الهندسية، عن تحقيق قفزة نوعية أدت إلى تقليص الاستيراد، والمساهمة في تخفيف الضغط على العملة المحلية، ويعتبر هذا التحسن دليلاً على نجاح الاستراتيجيات المستخدمة في تعزيز التصنيع المحلي، مما جعل السوق أكثر قدرة على تلبية احتياجات المواطنين.
أكد العايدي خلال تصريحاته في النسخة الخامسة من بعثة HATS 2025 أن الإنتاج المحلي غطى أكثر من 90% من احتياجات السوق المحلي، بعد أن كانت النسبة لا تتجاوز 55% قبل عدة سنوات، هذا التحسن يعكس جهود الحكومة لزيادة الاعتماد على الصناعة الوطنية، ويوضح أيضاً أن الصادرات المصرية من الأجهزة المنزلية وأدوات المطبخ سجلت 1.1 مليار دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام.
يتوقع العايدي أن تصل صادرات القطاع إلى 1.5 مليار دولار بنهاية العام، مع الإشارة إلى أن الأسواق التصديرية لم تعد محصورة في الدول العربية والأفريقية، بل اتسعت لتشمل أوروبا وأمريكا الجنوبية والولايات المتحدة، مما يعكس تحسن السمعة العالمية للمنتج المصري وإمكانية تنافسيته في الأسواق المتقدمة.
أضاف العايدي أن مصر تتمتع بميزة تنافسية في السوق الأمريكية، حيث تفرض الرسوم على المنتجات الصينية من 40 إلى 45% بينما لا تتجاوز 10% على المنتجات المصرية بفضل اتفاقية QIZ، كما أشار إلى أن تعميق التصنيع المحلي أدى إلى ارتفاع نسبة المكون المحلي في بعض المنتجات إلى نحو 80%.
وكشف العايدي أيضاً عن زيادة التدفقات الاستثمارية نحو القطاع، حيث تمكنت مصانع تركية من نقل خطوط إنتاجها إلى مصر في حين بدأ مستثمرون صينيون في ضخ استثمارات كبيرة، وذلك بفضل مزايا مصر في أسعار الطاقة، وتوافر الأيدٍ العاملة المؤهلة، واتفاقيات التجارة الواسعة، والموقع الجغرافي الاستراتيجي.
أكد العايدي أن خطة الدولة لزيادة الصادرات الهندسية تهدف إلى الوصول إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030، وأبرزت التصريحات أربعة محاور رئيسية يجب أن تركز عليها الاستراتيجية مثل فتح أسواق جديدة وتعميق التصنيع المحلي، كما شدد على دور المعارض الدولية كالأحداث مثل HATS في بناء علاقات طويلة الأجل مع المستوردين وتوسيع فرص المنتج المصري.