عاصفة شمسية قوية ت迫 رواد الفضاء للاختباء داخل محطة الفضاء الدولية

شهد منتصف نوفمبر 2025 واحدة من أقوى العواصف الشمسية في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى عرض شفق قطبي رائع في سماء الأرض، ولكن في نفس الوقت، كانت محطة الفضاء الدولية ISS تعيش حالة من الاستنفار، حيث اضطر رواد الفضاء هناك إلى اتخاذ تدابير وقائية غير معتادة لمواجهة الزيادة الكبيرة في مستويات الإشعاع الناجمة عن الانفجارات الشمسية، وقد كان هذا الحدث بمثابة تذكير بحقيقة التحديات التي تواجهها البعثات في الفضاء.

تعد العواصف الشمسية من الظواهر التي تؤثر على الأرض، ولكنها لا تشكل تهديدًا مباشرًا للبشر على سطحها، حيث يقوم المجال المغناطيسي والغلاف الجوي بعمل درع واقٍ يحمي الأرض من الجسيمات المشحونة، وهذا ما أكده تقرير وكالة حماية البيئة الأمريكية التي اعتبرت الغلاف الجوي كحاجز أمام الإشعاعات القادمة من الشمس، إلا أن الوضع مختلف تمامًا في مدار الفضاء حيث تفتقر المحطة إلى هذا الحاجز الوقائي.

العاصفة الشمسية الأخيرة نتجت عن انبعاثات كتلية إكليلية ضخمة من البقعة الشمسية AR4274، والتي تسببت في ظهور شفق قطبي قوي في نصف الكرة الشمالي، وكشفت تقارير موقع Space.com أن هذه الانبعاثات حملت أيونات مشعة ثقيلة، مما شكل تهديدًا مباشرًا على صحة رواد الفضاء في المدار المنخفض بالإضافة إلى ضرورة التعامل معها بحذر شديد.

استجابةً لهذا التهديد، أصدرت مراكز التحكم في الرحلات تعليمات لطاقم المحطة، وطُلب من ثلاثة رواد فضاء روس المبيت في مختبر Destiny الأمريكي الذي يُعتبر واحدًا من أكثر مناطق المحطة حماية، بينما فضل باقي أفراد الطاقم الأمريكي والياباني البقاء في كبائنهم المعتادة للنوم، وتمت مراجعة وتنظيم تحركات الطاقم داخل المحطة في إطار الاهتمام بالسلامة.

رغم أن اتخاذ هذه الإجراءات يعتبر روتينيًا في بروتوكولات السلامة، إلا أن العاصفة الأخيرة كانت تذكيرًا بأن الجمال اللافت للشفق القطبي يحمل في طياته تهديدًا حقيقيًا في الفضاء، حيث يبقى الإشعاع الكوني أحد أخطر التحديات التي تواجه رواد الفضاء خلال بعثاتهم، فالحذر واليقظة أمران ضروريان دائمًا في هذا العالم المليء بالمخاطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

⚡ أدوات سريعة

الأقسام