يعيش نادي أياكس أمستردام مرحلة من الأسوأ في تاريخه، حيث تأتي نتائجه المخيبة للأمال محليًا وأوروبيًا في الوقت الذي يظهر فيه النادي بمكانته التقليدية كأحد أعرق الأندية الهولندية، تعد نتائج الفريق في هذا الموسم بمثابة نذير شؤم لعشاقه ومحبيه الذين اعتادوا رؤيته في القمة، لكن ما يحدث الآن يتطلب وقفة جادة.
رغم احتلاله المركز الرابع في الدوري الهولندي، فإن إقالة المدرب جون هيتينجا تشير إلى عاصفة تسود النادي، بعد تحقيق الفريق خمسة انتصارات فقط في أول 11 مباراة، إضافة إلى سلسلة من الهزائم المخيبة في دوري الأبطال التي جعلته يتذيل مجموعته، ويبتعد بفارق 11 نقطة عن المتصدرين، مما يعني أن حلم المنافسة أصبح بعيد المنال.
تراجع أياكس لم يحدث بمحض الصدفة، فقد جاءت تداعياته بعد فترة ذهبية من 2017 إلى 2022، حيث حقق خلالها أربعة ألقاب متتالية وبلغ نصف نهائي دوري الأبطال، ولكن الأوضاع بدأت تتدهور سريعًا حيث احتل الفريق المراكز الثالث ف الخامس ثم الثاني، ليتحول إلى البحث عن مدربه الخامس في وقت قصير.
الحديث عن أزمة النادي لا يمكن أن يكتمل دون الإشارة إلى غياب الاستقرار الإداري، فقد كان لرحيل المدير الرياضي مارك أوفرمارس أثر كبير نتيجة لفضيحة هزت أسس الإدارة، وعلى إثر ذلك تفاقمت الأوضاع بسبب قرارات غير مدروسة للمدير الرياضي سفين ميسلينتات، الذي أنفق ميزانية النادي على صفقات غير ناجحة.
بالمقابل، نجاح المدرب إريك تين هاج كان مرتبطًا بفترة استقرار إداري ووجود العديد من المواهب، وهو ما ينقص أياكس اليوم. المدربون الذين جاؤوا بعده، مثل ألفريد شرودر وموريس ستاين، عانوا من ذات الظروف الصعبة، مما أسفر عن نتائج سلبية، ويعكس ذلك الأوقات العصيبة التي يمر بها النادي حاليًا.
أياكس الآن في مفترق طرق تاريخي، إذ يحتاج إلى إعادة الهيكلة بشكل جذري لاستعادة مكانته التي فقدها، إذ لم يعد القلق من تفوقه يسيطر على منافسيه بل أصبح النادي نفسه يقلق مما قد يحدث في المستقبل، الأمر الذي يتطلب تحركات سريعة وإعادة النظر في السياسات الإدارية والتعاقدات الحالية.