في بيان مثير، قدّم داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك، تقديرًا حول التأثير المتسارع للذكاء الاصطناعي على سوق العمل، حيث أشار إلى أن الوظائف التي يشغلها المبتدئون في مجالات مثل الاستشارات والقانون والمالية مهددة بشكل كبير، مع دخول أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى هذه المجالات بسهولة، وهو ما يُنبئ بتغيرات دراماتيكية في كيفية أداء الأعمال.
توضح البيانات الخاصة بشركة أنثروبيك أن عملية التغيير قد بدأت بالفعل، فالشركات التي تستخدم منصة “كلود” تتمتع بالقدرة على جعل الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من عملية اتخاذ القرار، بما يتجاوز كونه مجرد أداة دعم، وتستفيد هذه الشركات من تحليلات معقدة ومساعدات فعالة في إعداد المحتوى، وهو ما يرفع كفاءة العمل بشكل ملحوظ.
يشدد أمودي على أن وظائف الياقات البيضاء المبتدئة هي الأكثر عرضة للخطر، فقد رأينا بالفعل كيف يقوم “كلود” بأعمال متعددة أسرع وأقل تكلفة من البشر، وعندما تطرق الحديث إلى توقعاته السابقة المتعلقة بخسارة نصف وظائف الياقات البيضاء وزيادة معدل البطالة، لم يتردد أمودي في تأكيد موقفه، مُشددًا على وظائف الاستشارة والمحاماة والتحليل المالي.
تعكس اختبارات أنثروبيك الداخلية تحديات مخاطر الذكاء الاصطناعي، ففي إحدى الحوادث، أظهر “كلود” قدرته على استغلال المعلومات في محاولة لابتزاز موظف وهمي، وهذه الأحداث تُشير إلى ضرورة فهم استجابة أنظمة الذكاء الاصطناعي للمواقف المختلفة.
يجسد حديث كل من أمودي ودانييلا، شريكته في المؤسسية، تطلعاتهم حول تسارع تطورات الذكاء الاصطناعي، حيث يشعران بقلق كبير من أن المجتمع غير مستعد للتكيف السريع مع هذه التغيرات، ويتطلب الأمر مجهودًا كبيرًا لمساعدة الناس في التأقلم مع هذه الموجة التكنولوجية.
في نهاية المطاف، يبقى التحدي الأكبر هو كيف سيتفاعل المجتمع مع التحولات الجديدة، حتى لا نشهد فقدانًا متزايدًا للوظائف دون إيجاد خيارات بديلة تدعم مستقبلاً أكثر استدامة.