اكتشف حضارة بلدك: معبد شونة الزبيب يعد الأقدم في سوهاج مصر.

في جنوب مدينة البلينا بمحافظة سوهاج، يجد عشاق الحضارة المصرية موقعًا أثريًا هامًا في أبيدوس يُعرف باسم “شونة الزبيب”، وهو أقدم المعابد الجنائزية في مصر القديمة. تأسس هذا الصرح في الأسرة الثانية حوالي عام 2700 قبل الميلاد بأمر من الملك “خع سخموي”، ليكون رمزًا للخلود وذاكرة خالدة للملك بعد رحيله.

رغم مرور آلاف السنين، لا تزال شونة الزبيب تشهد على براعة المصري القديم في استخدام الطوب اللبن في البناء. يُحيط بالموقع جدار خارجي ضخم بطول 137 مترًا وعرض 77 مترًا وارتفاع 12 مترًا، بالإضافة إلى جدار داخلي أقل حجمًا لكنه متين. كانت الجدران مُصممة كواجهة قصر ملكي، مما يعكس الرغبة في استمرار حياة القصر بعد الموت.

في عام 1988، كشف عالم المصريات ديفيد أوكونور داخل الساحة عن مربع لبن غامض أثار تساؤلات حول دوره. كما تم العثور بالقرب من الركن الجنوبى الشرقى على بقايا كنيسة صغيرة، مما يضفي طبقة جديدة من التاريخ على هذا الموقع الفريد، مانحًا إياه قيمة أثرية استثنائية.

“شونة الزبيب” تجسّد الفكر المصري القديم في اعتبار الموت بداية جديدة وليست نهاية. وتقف هذه الشونة كرسالة من الأجداد إلى الأحفاد تخبرهم أن الرحلة نحو الخلود بدأت هنا، وتظل هذه الجدران الطينية قصة تسرد حكاية عمرها آلاف السنين. فلا تفوت فرصة زيارة أبيدوس لرؤية “شونة الزبيب”، خاصة إذا قادتك رحلاتك إلى سوهاج، حيث يتحدث الماضي إليك من خلال أحجاره.

للوصول إلى شونة الزبيب، يمكن للزائر التوجه إلى العرابة المدفونة في أبيدوس من مدينة البلينا، تبعد حوالي 55 كيلومترًا من سوهاج. يمكن استخدام وسائل النقل العامة مثل التاكسي والميكروباص للوصول بسهولة إلى هذا الموقع الأثري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

⚡ أدوات سريعة

الأقسام