يشهد التأمين التكافلي نمواً ملحوظاً باعتباره بديلاً فعّالاً للتأمين التقليدي، يتميز بتعزيز التعاون بين الأفراد بدلاً من تحقيق الأرباح المادية، يقوم المشاركون في هذا النموذج بدفع مبالغ كتبرعات للمساعدة في مواجهة المخاطر، مثل الحوادث والخسائر، مما يوفر دعماً جماعياً ويعزز مفهوم التضامن المالي، كما يظهر فرقاً واضحاً في الأسس: حيث يركز التكافلي على توزيع المخاطر ويمتاز بمسؤولية مشتركة.
يتمثل الفارق الأساسي بين التأمين التقليدي والتكافلي في أن الأول يعتمد على علاقة بسيطة تتضمن دفع المؤمن عليه لمبلغ محدد مقابل تعويضه عند الحاجة، بينما يتمحور التأمين التكافلي حول مجموعة من الأفراد الذين يتشاركون الأقساط، مما يخفف التكاليف على الجميع، ولذا، فإن الشركة تعمل كوسيط وليس كمستفيد من الأرباح، حيث تحرص على توفير مصلحة المشتركين.
لا يكون هدف التأمين التكافلي هو تحقيق الربح، بل يسعى لتقليل المخاطر من خلال توزيعها على مشتركين عدة، وبالتالي تصبح الأقساط أقل تكلفة، وأي فائض يتم استثماره ثم توزيعه على الأعضاء، هذا النظام يضمن أن أي عجز قد يطرأ على الصندوق يمكن تغطيته من خلال قروض بلا فوائد، مما يعزز الثقة والمشاركة بين المشتركين.
تمثل الميزات الأساسية لهذا النوع من التأمين التزام الجميع بالتعاون من خلال دفع مساهمات تجمع في صندوق مشترك، مما يعزز الشعور بالانتماء، ويساعد على توزيع التكاليف المرتبطة بالمخاطر، إضافة إلى التشجيع على الاستدامة المالية لكل المشتركين، مما يجعل التأمين التكافلي خياراً أكثر ملاءمة للكثيرين.
مزايا التأمين التكافلي:
- يقوم على التبرع الجماعي لتعويض الأضرار عند وقوع الخطر.
- توزيع الأقساط يقلل حدة الخطر على الأفراد.
- التركيز على مساعدة الأعضاء بدلاً من تحقيق أرباح مادية.
- الأقساط المنخفضة تُوزع على عدة مشتركين مما يزيد من الفائدة.
- المشتركون يصبحون جزءاً من إدارة صندوق الاشتراكات وتعزيز المساءلة المالية.
بناءً على تقارير الهيئة العامة للرقابة المالية، يتضح أن التأمين التكافلي يحقق نتائج إيجابية، حيث ارتفعت الأقساط المحصلة في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025 لتصل إلى 10.749 مليار جنيه، بزيادة قدرها 44.3% مقارنة بالعام السابق. كما بلغت التعويضات المدفوعة بشكل عام 3.6 مليار جنيه خلال الشهور السبع الأولى، وهذا يوضح النمو المستمر لهذا القطاع الواعد، مما يُعزز إقبال الأفراد عليه.