تمر علينا ذكرى وفاة الفنانة الكبيرة خيرية أحمد، التي تركت بصمة لا تُنسى في عالم الكوميديا المصرية، لا يمكن لأحد أن ينسى ضحكتها التي تنبع من القلب، والمشاعر الصادقة التي كانت تنقلها عبر أدائها، فأسلوبها الفريد وملامحها القادرة على تجسيد لحظات الفرح والحزن بكفاءة جعلت منها رمزًا للتعبير الفني في الساحة الترفيهية، كانت قادرة على إضحاك الجماهير في أسوأ الأوقات.
تخرجت خيرية أحمد من معهد الفنون المسرحية، لتبدأ رحلتها الفنية منذ سبعينيات القرن الماضي، وقدمت ما يزيد عن خمسين عملًا دراميًا وسينمائيًا، تميزت بالأعمال التي تجمع بين الكوميديا والدراما، استطاعت من خلال أدوارها المتنوعة أن تُظهر للجميع مدى قدرتها على تجسيد الشخصيات المختلفة، ورغم تعدد أدوارها، إلا أن روح الفكاهة كانت تبقى سيدة الموقف، مما أكسبها قاعدة جماهيرية كبيرة.
تحلت الفنانة الراحلة بحضور قوي على الشاشة، وكان لدى خيرية أحمد القدرة على التأثير بعمق على الجمهور، حيث تفاعل الناس معها بحب كبير، ومن خلال شخصيتها الفريدة، استطاعت أن تُحدث فرقًا كبيرًا في حياة محبيها، وتركزت أعمالها على معالجة قضايا اجتماعية وجريئة، مما جعل أعمالها لا تُنسى، بل أغنت الدراما المصرية بتحف فنية متصلة بالحياة اليومية.
قدمت خيرية أحمد أعمالًا لا تُنسى، مثل “أرابيسك” و”راجل وست ستات” و”عائلة الحاج متولي”، تلك الأعمال التي أثبتت فيها أن الكوميديا ليست مجرد ضحك، بل هي مرآة تعكس واقع المجتمع، كانت ثراء موهبتها يمتزج بحبها للفن، مما جعل أدوارها تمتد عبر عقود، وأصبحت أيقونة بين الشباب والكبار على حد سواء، ولن تُنسى أبدًا ضحكتها الدافئة التي تظل محفورة في الذاكرة.
تسعى الأجيال الجديدة للاقتداء بالفنانة خيرية أحمد، وتعتبرها نموذجًا للفنانة الشاملة التي تجيد التكيف مع كل تغيرات الساحة الفنية، من خلال الابتكار في أفكارها وطريقتها، تستمر إرثها في التأثير على الفنانين الجدد، فيستمدون منها الإلهام، فكان لإبداعاتها أثر عميق يظهر جليًا في الأجيال الجديدة من التأليف والإخراج، مما يدفع الحراك الفني نحو مستويات جديدة.
لن ينسى عشاق الفن ذكرى خيرية أحمد التي ارتبطت في أذهانهم بضحكة محملة بالطاقة الإيجابية، تركت لنا مجموعة من الأعمال الخالدة التي تشهد على عبقريتها، ونستمر في الاحتفاء بها عبر الذكريات والأعمال التي شهدت حضورها القوي، فهي ليست فقط ممثلة، بل كانت تجسيدًا للفن المصري الأصيل، الذي يستمر في البقاء في قلوب الناس والأجيال القادمة.