وصف الدكتور علي عبد النبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء الأسبق، تركيب وعاء الضغط للمفاعل الأول في محطة الضبعة النووية بأنه إنجاز تاريخي يمثل نقلة نوعية لمصر، وأكد أن هذا المشروع لم يكن ليُحقق دون إرادة سياسية قوية وحاسمة تم غيابها عن محاولات سابقة امتدت لعقود، هذه اللحظة تعد تجسيداً لإصرار الدولة على تطوير قدراتها في مجال الطاقة النووية.
خلال مداخلة هاتفية في برنامج “الحياة اليوم” مع الإعلامي محمد مصطفى شردي، تحدث الدكتور عبد النبي عن تاريخه الشخصي في البرنامج النووي المصري الذي عاصره لأكثر من 33 عاماً، وأشار إلى ذلك الشعور العميق بالفرح الذي انتابه منذ إعلان الإرادة السياسية بمواصلة تنفيذ المشروع النووي منذ 19 نوفمبر 2015، حيث عبر عن معاناته وتجربته مع محاولات سابقة فاشلة، وأكد أن المشروع بنسبة ضخمة يعتمد على الدعم السياسي الفعّال.
سيكون لمشروع الضبعة فوائد عميقة تتجاوز مجرد إنتاج الطاقة الكهربية، حيث يمثل أمناً وطنياً في مجال الطاقة، وأوضح عبد النبي أن سوق الوقود النووي ظل مستقراً لستين عامًا، بينما الأسواق الأخرى تتعرض لتقلبات، بالإضافة إلى أن التكاليف التشغيلية للمحطة ستكون أقل بكثير. وقد أشار إلى أن تكلفة تشغيل المحطة بالغاز تعادل عشرة أضعاف تكلفة تشغيلها بالوقود النووي.
ختم الدكتور عبد النبي بالحديث عن الكوادر المصرية التي ستستفيد من هذا التطور التكنولوجي، حيث أشار إلى أن المشروع سيخلق فرص عمل جديدة ويؤهل جيلًا من الكوادر المدربة، مما يعكس التجارب السابقة مثل تجربة السد العالي. وأكد أن التكنولوجيا المتقدمة التي ستُنقل إلى مصر ستفتح آفاقًا جديدة في العديد من المجالات مثل الفضاء والصناعات المتقدمة، مما يضمن مستقبلًا اقتصاديًا مشرقًا لمصر.