يظهر القمر في سمائنا بأشكاله المختلفة، ويعيش دورة شهرية تتضمن تغييرات ملحوظة في شكل إضاءته. اليوم، نشهد مرحلة القمر الجديد حيث تبلغ نسبة إضاءته صفر، مما يجعلنا غير قادرين على رؤيته في السماء. هذه الحالة الفريدة من نوعها تمثل إحدى فترات التغيير التي تثير فضول الفلكيين ومحبي علوم الفضاء، ودائمًا ما تحمل في طياتها دروسًا عن حركة الأجرام السماوية.
القمر الذي نراه في ظلامه الحالي هو جزء من دورة قمرية تستمر 30 يومًا، حيث تتوزع المراحل الرئيسية للقمر بين البدر والربع الأول والربع الأخير، والتي تتكرر بفارق بسيط يبلغ حوالي أسبوع، لكن خلال هذه الأيام تبدأ مرحلة القمر الجديد، مما يؤشر على بداية فترة جديدة في السماء، وفي نوفمبر المقبل سيضئ البدر بأبهى صوره بعد مضي هذه المرحلة.
يعتبر القمر الجديد فترة مثيرة للاهتمام، فهو يُعرف بالمرحلة غير المرئية لأسباب متعددة. الجانب المضيء من القمر يكون مائلًا في الاتجاه المعاكس للأرض، مما يحجب رؤيتنا له، وليست هذه هي السمات الوحيدة، بل إن القمر في هذه الفترة يمكن أن يظهر خلال النهار كذلك، مما يزيد من غموض هذه الظاهرة السماوية.
أحيانًا، يتداخل مدار القمر مع الشمس والأرض، ويؤدي هذا التداخل إلى حدوث كسوف شمسي، وفي حالات نادرة يمكن أن نشهد كسوفًا كليًا. لكن يجب أن نلاحظ أن هذه الظواهر لا تحدث كل شهر، فمدار القمر يميل بمعدل مختلف عن مدار الأرض.
بينما ننتظر رؤية القمر في أشكاله المشرقة المقبلة، تأملنا في هذه الظواهر يعزز إدراكنا لعجائب الكون.