الهند تتصدر أسواق توريد الهواتف الذكية بدلاً من الصين في السنوات الأخيرة

في تحول جذري للصناعات التكنولوجية، بدأت شركة آبل نقل جزء كبير من إنتاج هواتف آيفون إلى الهند، مما يعكس تراجع هيمنة الصين كمركز رئيسي لتصنيع الآيفون. وفقًا لتقرير من صحيفة لوموند، يُظهر هذا الاتجاه الجديد كيف تتعرض مدينة تشنجتشو الصينية لضغوط متزايدة، بعد أن كانت تتربع على عرش التصنيع لعقود. يتوقع أن يسهم النقل المتزايد للإنتاج في تعزيز الاقتصاد الهندي وزيادة فرص العمل.

احتفظ مصنع فوكسكون في تشنجتشو بمكانته كقلب إنتاج آيفون لسنوات، حيث استقطب في ذروته خلال الفترة بين أغسطس ونوفمبر حوالي 300 ألف عامل، إلا أن هذا العدد تقلص بشكل ملحوظ، ليصل اليوم إلى نحو 150 ألفًا فقط، مما يعكس انتقادات الأجور وظروف العمل، فالعاملون في المصنع يتقاضون أجرًا شهريًا أساسيًا يُقدر بـ295 دولارًا، وهي قيمة أقل بكثير من متوسط الأجر في المنطقة، مما يُجبر الشركة على تقديم مكافآت موسمية لجذب العمال.

في ظل الاستمرار في تراجع عدد العمال، تُظهر الهند بوادر النجاح حيث تُنتج حاليًا حوالي 20% من إجمالي إنتاج آيفون عالميًا، مع توقعات كبيرة بزيادة هذه النسبة في السنوات المقبلة، تسعى الحكومة الهندية لجذب الاستثمار الأجنبي من خلال تقديم حوافز كبيرة للمصانع، ويتضح أن هذه الاستراتيجات تنجح في تحويل الهند لمركز رئيسي في سلسلة توريد آبل.

من الواضح أن الهند تسعى لاستغلال الفرص المتاحة في مجال تصنيع التكنولوجيا، إذ يتوقع أن يرتفع إنتاج الآيفون بفضل التسهيلات الحكومية. يُشير تقرير لوموند إلى أن أبناء الهند يتمتعون بإمكانيات كبيرة في هذا القطاع، مما قد يُشكل نموذجًا جديدًا في عالم التصنيع التقليدي. هذا التحول ليس مجرد تحول جغرافي بل هو مؤشر على عهد جديد في إنتاج التكنولوجيا العالمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

⚡ أدوات سريعة

الأقسام