انطلقت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي التاسع لقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة قنا، تحت عنوان “الدراسات الإنسانية وإحياء التراث الحضاري في العالم العربي”، والذي يستمر على مدى يومين، وذلك ضمن اهتمام الجامعة بدعم النشاط العلمي والبحثي، وبرزت أهمية هذا المؤتمر في تعزيز الهوية الثقافية وتعميق الفهم التاريخي للتراث العربي، مما يسهم في تطور مستقبل هذه المجتمعات.
حضر الجلسة الافتتاحية عدد من الشخصيات البارزة، حيث تم تمثيل الجامعة من قبل الدكتور محمد سعيد نائب رئيس الجامعة، والدكتور محمد وائل عبد العظيم، والدكتور أشرف موسى، بالإضافة إلى رئيس قسم التاريخ، حيث شهد المؤتمر تقديم مجموعة من رؤى وأفكار جديدة، تعزز مفهوم إحياء التراث وتوثيق هوية المجتمعات العربية، مشددين على أهمية هذه الدراسات في تطوير المجتمع ككل.
في كلمته، تحدث الدكتور محمد سعيد عن دور الدراسات الإنسانية في تعزيز الهوية الوطنية، وأكد على ضرورة ربط الماضي بالحاضر، مشيراً إلى أن التراث الحضاري خلاصة تجارب وثقافات غنية، مما يستدعي أهمية التفكر العميق بشأنه وبذل جهود أكبر للحفاظ عليه عبر الأجيال، لتعزيز الوعي الثقافي والمجتمعي.
كما أشار الدكتور محمد وائل عبد العظيم إلى أهمية قراءة التاريخ بشكل دقيق لبناء مستقبل نموذجي، موضحاً أن مشروعات حماية التراث المستمرة، مثل المتحف المصري الكبير، تعكس توجه جديد نحو ترسيخ الهوية القومية، وهو ما تسعى جامعة قنا لتحقيقه من خلال برامجها البحثية والشراكات مع الجامعات العربية لتعزيز هذه الجهود.
الدكتور وحيد الدين طاهر، رئيس المؤتمر، رحب بالمشاركين، موضحاً أن المؤتمر يمثل فرصة كبيرة للتعاون الأكاديمي العربي، ويهدف إلى التأكيد على أهمية الدراسات الإنسانية في حماية التراث الحضاري، مشيراً إلى أن التعاون يمكن أن يؤدي إلى تطوير استراتيجيات متعددة تضمن الحفاظ على التاريخ الثقافي العربي.
وفي الوقت ذاته، تناول الدكتور مسعود محمود علي، أبرز محاور المؤتمر التي تغطي مواضيع متنوعة، بما في ذلك دور الترجمة في إحياء التراث، والعادات والتقاليد ودورها في الحفاظ على الهوية الثقافية، والإبداع الحضاري، بالإضافة إلى أهمية الرقمنة لحماية التراث، وذلك لضمان وصول المعرفة للأجيال القادمة بطرق محدثة وفعالة.
في ختام المؤتمر، تم تكريم المشاركين بشكل مميز، حيث قدم الدكتور وحيد الدين طاهر درع المؤتمر لرئيس الجامعة ونوابه، تقديراً لجهودهم المستمرة في دعم الأنشطة العلمية، وبحضور عدد كبير من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس، أصبحت جامعة قنا محط أنظار الباحثين والمفكرين كمنارة علمية تساهم بفعالية في تقديم حلول معاصرة للتحديات الثقافية والاجتماعية.