تعتبر صيانة أجزاء مراكب الصيد من المهن البحرية المهمة التي ما زالت تحتفظ بمكانتها في المجتمعات الساحلية، خاصة في عزبة البرج بدمياط، حيث تُعتمد هذه الحرفة على الخبرة اليدوية. ويستخدم العاملون فيها آلة تُعرف بـ”الأزء”، التي تساهم في جر المراكب إلى الشاطئ لإتمام عمليات الصيانة.
تبدأ عملية الصيانة بما يُعرف بالـ”ماينة”، وهي الرافعة التي تُسحب بها المراكب إلى الشاطئ. تُعد هذه الأداة أساسية في صناعة هيكل المركب، حيث تُسهِّل تثبيته لبدء تركيب قطع جديدة تُعرف بالفلنكات لتعزيز حركته. تعمل الماينة على تسهيل عملية سحب المركب، مما يمهِّد الطريق لبدء الصيانة.
بعد تثبيت المركب على الشاطئ، يُجرى فحص شامل لحالة الألواح الخشبية وجميع الأجزاء الضرورية، مثل الهيكل السفلي وغرفة الماكينة. وتُحدد الأجزاء التي تحتاج إلى تغيير أو إصلاح، وهو ما يستلزم عدة مراحل تمتد من شهر إلى ثلاثة أشهر، كما أوضح الريس عبد الرحمن الأسطى، أحد كبار الصُنَّاع في هذا المجال.
ويؤكد الريس عبد الرحمن أهمية الخبرة المتوارثة في هذه المهنة، حيث تُنقل من جيل إلى جيل. ويُبرز أن أساس نجاح أي صانع هو الصبر والقدرة على قراءة حالة المركب بسهولة، بالإضافة إلى الدقة في تنفيذ عمليات الصيانة لضمان بقاء المركب في مواجهة الأمواج والملح لفترة طويلة. ويشير إلى أن السر يكمن في “الصنعة بواسطة إيدين نظيفة”، مما يعزز عمر المركب وقدرته على تحمل ظروف البحر.