في خطوة تقنية بارزة، قام فريق من الباحثين في معهد جورجيا للتكنولوجيا بتطوير تقنية ذكاء اصطناعي جديدة تهدف إلى تحسين تصميم الهياكل الروبوتية المساعدة. يمكن لهذه التقنية التنبؤ بطريقة مشي الإنسان قبل ارتداء الهيكل الخارجي، مما يسهل عملية استخدام هذه الأجهزة من خلال تقليل الحاجة إلى جلسات تدريب معملية مطولة، هذه الابتكارات قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في حياتنا وتحسين نوعية حياة العديد من الأشخاص.
لقد كانت عملية تصميم الهياكل الروبوتية السابقة معقدة في ظل اعتمادها على جمع بيانات حركة المستخدم داخل المختبر، لكن الدراسة الجديدة تتبنى أسلوبًا مبتكرًا، حيث ترتكز على نموذج ذكاء اصطناعي تم تدريبه مسبقًا باستخدام بيانات المشي الموجودة لدى البشر، مما يلغي الحاجة لوجود الهيكل نفسه خلال عملية التدريب، وذلك يسهل تطوير نماذج جديدة دون إعاقة العمل بسبب جمع البيانات، وهو ما يمثل إنجازًا كبيرًا في هذا المجال.
الباحثون استخدموا نموذج تعلم عميق كان مخصصًا سابقًا لتحويل الصور، ليتمكنوا من تحويل بيانات المشي الطبيعية إلى بيانات افتراضية تحاكي حركة الشخص عند ارتداء الهيكل الخارجي، وهو ما يتيح النموذج للتنبؤ بحركة المفاصل واستخدام الجهاز بدقة، هذه النتائج تعكس وجود “عقل افتراضي” للهيكل الخارجي يعمل بكفاءة تضاهي الأنظمة التقليدية المستندة على التجريب المعملي، ويُظهر الذكاء الاصطناعي كفاءة في تعزيز قوة الحركة بنسبة تصل إلى 20%.
تتيح هذه المنهجية للشركات والفرق الهندسية سرعة استجابة أكبر خلال تطوير النماذج الأولية، حيث يستطيعون اختبار تصميمات متعددة باستخدام نفس قاعدة البيانات، ومن ثم تقليل الوقت والجهد المبذولين في تدريب الأنظمة، هذا الابتكار لا يقتصر على الهياكل الخاصة بالساقين فحسب بل يمتد أيضًا لفائدة الأطراف الاصطناعية والأجهزة المساعدة لعمال المصانع، بما يساهم في تحسين قدرة المصابين على استعادة الحركة الطبيعية.
بينما كانت الهياكل الروبوتية تُعتبر في السابق أمورًا خيالية، فإن التكامل بين الذكاء الاصطناعي وعلوم الحركة البشرية يجعلنا أقرب لتحقيق هذا الحلم، مما يفتح المجال للتطبيقات الواقعية في حياتنا اليومية، ويُعزز الأمل لدى العديد من الأفراد الذين يسعون لاستعادة حركتهم بشكل أسهل وأكثر سلاسة.