تتقدم اليابان بخطوات مميزة نحو استخدام التكنولوجيا الحديثة لمواجهة أحد تحدياتها الكبرى، حيث تزايدت أعداد المنازل المهجورة بشكل كبير في ظل شيخوخة السكان، هذا الأمر دفع العديد من الشركات اليابانية إلى تبني تقنيات متقدمة، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا صور الأقمار الصناعية لرصد هذه المنازل تمهيدًا للبيع، وبهذا تتسارع جهودها لحل هذه المشكلة المتنامية.
أحد الرواد في هذا المجال هو شركة وير أو Where Inc، حيث طورت نظام ذكاء اصطناعي يمكنه التعرف على علامات المنازل المهجورة عبر تحليل صور متنوعة، وقد تم تدريب هذا النظام على عشرات الآلاف من الصور للكشف عن مظاهر مثل الصدأ وتغير الألوان، بعد ذلك يقوم بالتحديد الدقيق للمنازل المهجورة على خرائط الأقمار الصناعية مما يسهل عملية الاكتشاف والبيع.
في تجربة عملية، عثر كوتارو ياسويه، الذي يدير شركة لتأجير المنازل، على منزل خشبي مكون من طابقين تم التخلي عنه لأكثر من عشرة أعوام، وبعد إجادته للمالك عبر السجلات العقارية، تمكن من شراء المنزل بمبلغ رمزي وهو ين واحد فقط، مؤكداً أن هذه الخدمة توفر الوقت والمجهود مقارنة بالبحث التقليدي عبر الوكالات.
تستمر البلاد في مواجهة هذه الأزمة، حيث تشير التقارير إلى وجود حوالي 9 ملايين منزل مهجور في 2023، ويعتمد النظام الإلكتروني الجديد بشكل أساسي على تقنية استخدمت سابقًا من قبل وكالة استكشاف الفضاء اليابانية لتحليل سطح القمر، مما يبرز القدرة على استغلال تكنولوجيا الفضاء في حل قضايا محلية، وأيضًا تنفتح الأبواب أمام استخدامات مستقبلية لتحليل الأرصدة العقارية في اليابان.
كما أسهمت الشركة الناشئة في جذب نحو 50 شركة منذ إطلاق الخدمة بشكل كامل في عام 2024، وهذا يدل على المستقبل المشرق لتوظيف التكنولوجيا في الأعمال العقارية ويؤكد أهمية الابتكار في ظل التحديات السكانية المتزايدة.
