تواجه شركة Meta تحديات جديدة بعد الكشف عن مجموعة من النتائج المثيرة للقلق حول تأثير فيسبوك على الصحة النفسية للمستخدمين، فقد أثبتت دراسة داخلية، تم إخفائها عن العامة، أن الابتعاد عن المنصة يمكن أن يحسن بشكل ملحوظ من الصحة النفسية، الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا حول النزاهة والأخلاقيات في عالم وسائل التواصل الاجتماعي.
أظهرت الدراسة التي طُرحت في مشروع تحت اسم “Project Mercury” أن المستخدمين الذين زاولوا انقطاعًا عن فيسبوك لفترة أسبوع واحد فقط عانوا من انخفاض كبير في معدلات القلق والاكتئاب والشعور بالوحدة، وعلى الرغم من هذه النتائج المهمة، يؤكد الدعوى أن الشركة لم تقم بنشرها، بل حاولت إغلاق المشروع بشكل كامل وإخفاء المعلومات عن الضغوط المتزايدة من المشرعين حول الأضرار المحتملة للمنصة.
تأتي هذه المعلومات في إطار دعوى قضائية تضم العديد من أولياء الأمور ومناطق تعليمية وممثلين قضائيين من مختلف الولايات، حيث يتم اتهام Meta وشركات أخرى مثل يوتيوب وسناب وتيك توك بالمساهمة في تفاقم المشاكل النفسية بين المراهقين، وتشكل هذه القضية جزءًا من النقاش المستمر حول العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والصحة العقلية.
بدورها، علقت Meta على هذه الاتهامات موضحة أن النتائج مستندة إلى منهجية غير موثوقة بهدف التضليل، حيث فسر المتحدث الرسمي لهذه الادعاءات على أنها انتقائية ويفتقر إلى الأسس العلمية، مشيرًا إلى أن تحسين الحالة المزاجية قد يكون نتيجة توقعات فردية بشريّة وليست دليلاً على آثار سلبية مباشرة.
هذه القضية تثير تساؤلات كبيرة حول ما يفعله المستخدمون في ظل هذه المعلومات، وتفتح المجال لمناقشات عميقة حول الثقة في شركات الوسائط الاجتماعية، خصوصًا وأن نماذج أعمالها تعتمد على إبقاء المستخدمين متصلين لأطول فترة ممكنة، بالنسبة للآباء، فإن هذه التحديات تعميق المخاوف حول استخدام أبنائهم لهذه التطبيقات وتأثيراتها النفسية السلبية المحتملة.
بينما يستعد المشرّعون الأمريكيون لتحضير قوانين جديدة من شأنها تنظيم استخدام منصات التواصل، تبقى القضية في بدايتها، ويُنتظر أن تستمر التسريبات التي قد تكشف المزيد من الحقائق عن تأثير الشركات على المستخدمين، وهذا من شأنه تشكيل الأسس القانونية الجديدة التي ستحدد مستقبل العلاقة بين التقنية والصحة النفسية.
